عقيق
 

مهدي علواني المشولي

مثل كرامات الوطن.. واقف على مشارف العمر أحسو أنخاب عناقيد السنين، وتحسوني أقداح ثمالاتي انتصارات وعزة، قدح بعد آخر، وثمالة نصر تتلوها ثمالة..!
ومثلما في صافي حباب كرماتك تسكن روحك يا وطن..! 
مسكونة روحي بظامئ حبات عناقيد أعنابك..!
روح، على مزن الغيم عطشى، تعالت..
 وإن دنا العوز من دروب الاشتهاء، ضمت جناح العفة ثكلى..
وتسامت على جراح الهوى وعلى كل الجراحات..!
روح أمة أتعبتها سوءة الأيام، وما برحت ترتب مداراتها على كل قمة، وتؤثث أفياء اصطيافاتها في الأعالي..!
دامية أقدام الدروب، وشعب حافٍ يحسو أوجاع الأنين، أثخنته العداوات ونصالها، ومزق مسوخ جيرة السوء أوصاله بعداً وشتاتاً..!
لكنها الروح في الجسد اليماني.. فانتصر..!
اعتلِ هامة المجد، وحلِّقْ مثل نسر فوق تخوم الروح، وابنِ عرش عزك..
وابتهلْ في ذرى وطن يحرسه غيم ودك.
مثلما تورق أغصان العنب الآن في دور صنعاء، تورق الآن أرواحنا وتزهو فوق كل الجراحات..
تستمطر الحب والعشق، وتغني مطر انتصاراتها.
روح تجلت في روح أمة.. وامتزج لون الشفق باحمرار لظاها.. واخضرَّت الأرض وتناغت بازرقاق ألوان سمائها..!
غيث روح ما فتئت ترتل ابتهالاتها وترتب أوجاعها، وتسمو فوق فضاءات المزن رعداً وبرقاً، فاتئد..!
من روح شعب تغرق مدن الملح ومراكب مسوخ الخليج أمواجها.
روح شعب تكتسي الأرض بهاءً وزهواً حين تهبط جموعها..
روح يمانية تنثال أمطارها عطراً وباروداً، وإذا ما ساحت في الأصقاع، غيمة تروي الحقول، وتسقي بماء عروقها ورداً وفلاً..! 
mash3667@gmail.com

أترك تعليقاً

التعليقات