عقيق
 

مهدي علواني المشولي

لليوم العاشر تخوض كتيبة وفدنا الوطني في مشاورات الكويت، معركتنا السياسية، التي لا تقل شراسة وقوة عن معارك أبطالنا الميدانية ضد قوى العدوان والعمالة والارتزاق..!
منذ الوهلة الأولى حاول العدوان أن يئد مشاورات الكويت قبل أن تولد، بعدم التزامه بشرط وقف إطلاق النار السابق لحضور المشاورات، بل وتعمد استمرار عدوانه طيلة سريان الفترة المحددة التي سبقت موعد بدء المشاورات، كي يضع وفدنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الذهاب إلى الكويت في ظل عدم التزام العدوان بوقف إطلاق النار، أو رفضه لذلك، واعتباره المتسبب في تعطيل المشاورات، ومارقاً عن أية دعوة للحوار..!
إلا أن حنكة وفدنا السياسي، وشجاعة كتيبتنا الوطنية، تجاوزت خطوط نيران العدو وصولاً إلى الكويت، وأربكت جسارة فعلها ومناورتها الذكية العدوان، وأحرقت أوراقه، ووضعته هو والدول والهيئات الداعية والراعية للمشاورات، في خانة واحدة، وفي موقف محرج، واستطاعت من قلب العاصمة الكويت، أن تفرض شروطها ورؤاها، وتتحكم بمسار المشاورات. 
لقد خطط العدوان وأرادوها مشاورات خاطفة كعدوانهم.. مشاورات لا تفضي إلى أي شيء، ولا تنتهي إلى أية نتيجة.. وأوعزوا لولدانهم وصبيانهم بتمييعها!
وفي المقابل، كان وفدنا الوطني يدرك ضحالة وفد الرياض، وعدم امتلاكه قراره المملوك بيد أسياده في الرياض.. وفي نفس الوقت كان يعي أيضاً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في ظل عدوان همجي على وطن وشعب يحاصر ويموت في كل لحظة..!
لذلك رأينا الفارق بين وفد وطني ناضج يناقش ويبلور ويطرح في رؤاه هم الوطن ومصالح أكثر من 25 مليوناً، وله الغلبة والتفوق ميدانياً، ويمد يده بكل شجاعة للسلام، ووفد لا يمتلك من قراره شيئاً، وليس له من قضية ولا رؤى ولا وطن، ولا يمثل إلا مصالحه وأطماع أسياده وأهدافهم. ومن أجل ذلك يماطل ويتهرب.. ومع ذلك سينتصر سيف الحق، وسيذعن العالم المنافق لصوت الحقيقة الصادح بالعدل من على طاولة المشاورات، أو الآتي من شرف الميادين وساحات الوغى.. أما هؤلاء المسوخ وأسيادهم فسيلفظهم التاريخ كما يلفظ البحر جيفته..!
وطن ينتصر..!

أترك تعليقاً

التعليقات