على ماذا يراهن وفد الرياض؟!
 

محمد عبده سفيان

للشهر الثاني على التوالي، تتواصل في العاصمة الكويتية مشاورات السلام اليمنية بين الوفد الوطني المتمثل بأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، ووفد حكومة الفار هادي القادم من فنادق عاصمة العدوان السعودي (الرياض)، برعاية الأمم المتحدة، ولم يتم التوصل بعد لاتفاق سلام شامل ودائم ينهي الحرب الدائرة بين اليمنيين في عدد من مناطق محافظات (تعز ـ لحج ـ الضالع ـ شبوة ـ مأرب ـ الجوف)، وينهي الصراع القائم على السلطة، والذي سيؤدي إلى إنهاء العدوان البربري الغاشم والحصار الجوي والبري والبحري الجائر على وطننا وشعبنا اليمني من قبل تحالف أنظمة الشر العربي، بقيادة حكام مملكة آل سعود، وبدعم من دول الشر العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وكذلك إنهاء الاحتلال والتواجد الأجنبي في بعض مناطق بلادنا الخاضعة لسيطرة القوات الغازية الأمريكية والسعودية والإماراتية والسودانية والمرتزقة الأجانب والمليشيات المسلحة التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش وأنصار الشريعة وحزب الإصلاح وشركائه والجماعات السلفية المتطرفة ومليشيات هادي والحراك الانفصالي.
أكثر من شهر و15 يوماً مضت على بدء تلك المحادثات أو المشاورات أو المفاوضات، وعيون اليمنيين مصوبة نحو العاصمة الكويتية، وأياديهم على قلوبهم، ينتظرون بفارغ الصبر إعلان البشرى التي ستفرحهم بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي يحقن دماء أبناء اليمن، وينهي معاناتهم جراء الحرب العبثية والعدوان الهمجي والحصار الجائر من قبل التحالف السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني، ولكن للأسف ما زال وفد الرياض يتعمد وضع العراقيل أمام كل الجهود التي يبذلها الوفد الوطني وممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقيادة دولة الكويت، للتوصل إلى اتفاق ينقذ اليمن واليمنيين من المصير المجهول الذي خطط له أعداء اليمن الأرض والإنسان.
ما زال وفد الرياض يضع الشروط التعجيزية، وهو يعلم أنها غير مقبولة من أبناء الشعب اليمني الصامدين في وجه العدوان، والرافضين للحرب الداخلية، والتواقين لإحلال السلام والأمن والاستقرار، وغير مقبولة حتى من الدول الراعية للمبادرة الخليجية، بما فيها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، كون تلك الشروط غير منطقية، فلا يمكن أن يقبل أبناء اليمن عودة الفارين عبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر، ومن معهما في فنادق الرياض ممن تلطخت أيديهم بدماء الأطفال والنساء والشباب والشيوخ من أبناء الشعب اليمني، وقبضوا ثمن قتل أبناء شعبهم وتدمير وطنهم وتدنيس ترابه الوطني من قبل القوات الغازية والمرتزقة الأجانب، أموالاً مدنسة، لن يقبلوا أن يعود هؤلاء إلى سدة الحكم مرة أخرى.
على رئيس وأعضاء الوفد الوطني المفاوض باسم الحكومة الشرعية في فنادق الرياض، أن يدركوا جيداً أن لا شرعية لمن استدعى العدوان الخارجي على وطنه وشعبه، وأشعل الحرب المجنونة بين أبناء وطنه، وأشعل نار الفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية بين أبناء شعبه.. عليهم أن يعوا جيداً أن الحل يكمن في تقديم التنازلات، وليس الاشتراطات ووضع التعقيدات.. عليهم أن يكفوا على رهاناتهم الخاسرة التي ثبت فشلها على مدى عام و70 يوماً مضت.
على أولئك الذين يدعون أنهم يمثلون الشرعية في فنادق الرياض، أن يراجعوا حساباتهم الخاطئة، ويتقوا الله في أبناء شعبهم ووطنهم.

أترك تعليقاً

التعليقات