شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

عندما توجه (أبرهة) الى الكعبة لهدمها، استوقفته بعض كعبات في الطائف، فظن أنها هي بغيته، فهمَّ بهدمها، فظهر رجل يسمى (أبو رغال)، وقال لأبرهة ليست هذه الكعبة التي تقصدها أنت، فللعرب كعبة أخرى في مكة، سأدلك عليها.. ومشى مع جيش أبرهة حتى بلغ الكعبة التي بمكة، وعند عودته مات في منى، ودفن هناك، وظلت العرب ترجم قبره بالحجارة، باعتباره رمزاً من رموز الخيانة، رغم أن أبا رغالٍ ذاك كان هدفه حماية كعبة الطائف من أن يهدمها جيش أبرهة.
لكن رشاد العليمي أبا رغال الجديد، ماذا يحمي؟ وعمَّ يدافع، وهو يدل طائرات العدوان على المواقع والمنشآت العسكرية ومؤسسات البنية التحتية ومنازل المواطنين، لقصفها وقتل من فيها؟! 
العليمي ليس لديه شيء مقدس يدافع عنه أو يحميه، فلا مقدس لديه غير المال، ولا يهمه سوى أن يثبت لنفسه أنه قادر على أن يؤذي الحياة والناس، ويقدم للمعتدين كل ما يحتاجونه من معلومات، بحكم أنه كان وزيراً للداخلية، ثم نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، ثم دليلاً لأبرهة النفطي يدله على مكامن الحياة في جسد الشعب والوطن، ليتم قصفها وتدميرها.
العليمي، كأي بشر، سيدركه الموت، ومعه أكوام هائلة من المال، ريع الدم اليمني الذي سفكته صواريخ العدوان وطائراته، وسيظل الشعب اليمني يقذف قبره باللعنات والحجارة، كرمز من رموز الخيانة والابتذال. 
لقد كان للكعبة رب يحميها، وحماها من أبرهة.
ولم يستفد أبو رغال سوى مطر من اللعنات والحجارة التي تنهال على قبره كل عام، ولن يستفيد العليمي أبو رغال القرن الـ21، سوى كومات من المال لن تبيِّض سجلات تاريخه الخياني الأسود، ولن تحميه من غضب الأيتام الذين يستمطرون السماء لعنات تصب على رأسه. 
فالشعوب، وإن صمتت اليوم، فإنها لا تنسى سكاكين جزاريها، وخناجر قاتليها، وخيانات من أباحوها للعدو الغازي.

أترك تعليقاً

التعليقات