شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

ما الذي جعل من يدعون أنهم من نخبة الثقافة اليمنية يسقطون بهذه الحدة الى وحل الخطيئة بحق شعبهم ووطنهم، ويبررون للعدوان جرائمه الفظيعة الفاجرة بحق أطفال ونساء اليمن في مختلف المدن والقرى والمناطق التي طالتها طائراته..؟! 
- عصام القيسي، الباحث والمثقف كما يزعم، يقول في صفحته في (الفيس بوك) عن مصنع البفك الذي قصفته طائرات العدوان في حي النهضة بالعاصمة صنعاء، وقتل فيه العمال والعاملات، واختلطت فيه الأشلاء، وتفحمت الأجساد، إن الحوثيين هم من قصفوا المصنع بمدافع الهاون. يقول إنه مقتنع بذلك، لكنه بحاجة لأحد من الداخل يؤكد له الخبر كتعزيز لقناعته المبنية على قيم السقوط والتمدد تحت أحذية أمراء النفط المعتدين على شعبنا ووطننا. 
- الشاعر والمثقف الكبير خالد الرويشان، يكتب معاتباً العدوان، ويعتبر تلك الجريمة مجرد سلوك غبي من قبل ما سماه التحالف، وهو متألم بشدة ليس وجعاً على أولئك الشهداء الذين قتلتهم صواريخ العدوان، ولكنه متألم لأن هذا السلوك الغبي سيخدم الحوثيين، ويزيد من اتساع رقعة مناصريهم، ويرفع منسوب الغضب الشعبي ضد المعتدين. 
هذا هو مبعث تألم الرويشان الذي قال عنه الدكتور صادق القاضي وأصاب في ما قال، إن الرويشان عندما كان وزيراً للثقافة، كان عفاشياً بلا مبدأ، وأصبح الآن سلمانياً بلا قضية.
إن هؤلاء الذين غدروا بشعبهم وخانوا بلادهم، ليسوا مثقفين حتى وإن استطاعوا أن يرصفوا كلمات اللغة الفصحى في سطور متناغمة ومتجانسة، ليسوا سوى نخاسين يبتذلون الى أدنى درجات الابتذال مقابل حفنة من المال أو منصب يتولونه، فالثقافة موقف وليست ثرثرة على الورق أو نظم الكلام.
الرويشان لازال ومنذ تمت إقالته من وزارة الثقافة غاضباً على عفاش ومن معه، ليس لأن له موقفاً أو مبدأ أو مشروعاً يخالف منهج عفاش، بل لأنه أقاله من الوزارة فقط، ولم يمكنه من منصب آخر، فذهب يبالغ بعداوته لعفاش تقرباً لهادي، ومازال على استعداد ليقامر بكل شيء ليثأر لذاته التي يرى أنها بعيدة عن المنصب بلا قيمة ولا تساوي شيئاً، وهي كذلك بالفعل. 
إن من أخطاء علي عبدالله صالح التي لن ننساها له كشعب دفع أثماناً فادحة من لقمته ودمه بسبب هذه الأخطاء المتمثلة في إيلاء مناصب عليا لأشخاص كهؤلاء الذين يختزلون الوطن والشعب في حقيبة وزارية أو أي منصب آخر، ويعتبرون أن من حقهم البقاء فيه خالدين الى يوم الدين، وإذا تم استبعادهم تحولوا الى نخاسين وتجار حرب ودماء، لا يؤمنون بقدسية الانتماء للوطن، ولا يحفظون للوطن ولاء. 
إن الإنسان السوي حقاً يشعر بالرغبة بالتقيؤ حين يتتبع مواقف هؤلاء وأمثالهم من العدوان على شعبهم ووطنهم، ويقرأ ما يكتبون، وكيف يبررون له قتل الأبرياء، بل ويلومونه لأنه قصر ولم يقتل المزيد.
وعلى جمر من الشوق والخسة ينتظرون اجتياحه للعاصمة صنعاء، ويبشرون بقرب قدومه. 
إنهم يستلذون السقوط في وحل الدماء، ويمجدون البقاء في سلاسل الارتهان لمعتدٍ لن ينتصر مهما فجر بعدوانه وأسرف في قتل الأبرياء. 
فهنا شعب أبي جبار لا يقبل لمحتل أن يدنس ترابه المقدس.

أترك تعليقاً

التعليقات