أمريكا مصدر الشر والإرهاب في العالم
 

طاهر علوان

تحتل أمريكا مركز الصدارة في عالم الجريمة والعدوان، فأينما توجد أعمال عنف ودمار، وأينما يوجد قتل همجي وحشي وإبادة جماعية أو تحرك فوضوي خارج القانون الإنساني، أو مؤامرة انقلابية، تتجه أنظار العالم إلى أمريكا، وتشير أصابع الاتهام إليها .
أمريكا إمبراطورية عصرها بقوتها الاقتصادية المتداخلة مع التفوق العسكري والسلاح غير التقليدي، أمريكا سيدة المحيطات والبحار بمخزونها الهائل من أسلحة دمار وترسانة القتل، بما في ذلك الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، وتصديرها إلى جميع الجهات من العالم، ولا توجد قوة في العالم استطاعت أو تستطيع الحيلولة دون ذلك، ولا تجرؤ أية دولة منازعتها، أو على أقل تقدير معارضتها، بما في ذلك الأمم المتحدة بجميع منظماتها الإنسانية والحقوقية. 
أمريكا من يدير القتل وسفك دماء الأبرياء، وهي قابعة خلف المحيطات والبحار، ومن خلال تحالفاتها مع أنظمة دكتاتورية متخلفة، وتواجد قواتها في المحيطات والبحار وكأنها مياه إقليمية لها.
ويعتبر العدوان على اليمن من إبداعها، وتخطيطها، وهي الحاضنة التي أنضجته، وأدارته من خلال سفيرها في صنعاء، ومرتزقتها من أحزاب تقدمية ورجعية، وقوى متخلفة، وبأدواتها الخارجية بقيادة السعودية وأتباعها من دول نفطية ودول أخرى مرتزقة، وزودت تلك الأطراف الممثلة لمصالحها بأحدث أنواع الأسلحة والوسائل التقنية المتطورة، وعملت على توجيهها الاتجاه الذي يخدم مصالحها ويحقق أهدافها. 
أمريكا كارثة إنسانية، طاعون قاتل مدمر لكل قيمة إنسانية لها علاقة بالحياة الكريمة، ولم تكن يوماً من الأيام رمزاً للسلام، والاتفاق، والمصالحة، بل كانت ولا زالت رمزاً للدكتاتورية، للقتل، للعدوان، للتصدع الإنساني، وعلى قطيعة كاملة مع السلام، ولا يمكن أن نتوقع من هكذا نظام غير العنف والقسوة والدمار، وليس السلم والاتفاق .
والمبادرة الأخيرة الخاصة بالعدوان على اليمن تعتبر مبادرة ساذجة وهشة، والفشل كامن بداخلها ومتداخل معها، إعادة إنتاج ما قيل وكرر في المفاوضات والحوارات واللقاءات، وتم رفضها لأسباب موضوعية تتعلق بالسيادة والكرامة، ولأن المبادرة تحمل الرؤية الأمريكية للصراع ومشروعها في المنطقة .. الطرف المعتدي، أصل العدوان، من أشعل الحرب، من دمر كل مرافق الحياة، من قتل الأطفال والنساء والعجزة والعزل، يطالب بالسلام، ويحمل المسؤولية الطرف المعتدى عليه، أي تضليل، أي خداع وتمويه! أكذوبة كبرى يراد بها طمس الحقائق وإظهار القوى الوطنية اليمنية التي تدافع عن الحق والكرامة والسيادة، بأنها الرافض للحلول والسلام.
أمريكا فرضت نظام (عولمة الحروب)، ونجحت في ابتكارها، ووضعت اليمن والعالم أمام سياسة الممر الضيق، فإما أن يكونوا معها والخضوع لسياستها، أو أن يصبحوا هدفاً لها. 
أمريكا تعتمد في إدارتها للعالم على الأزمات والحروب المتفجرة خارج حدودها، والتي هي أصلاً من ابتكاراتها وتخطيطها للحفاظ على مصالحها الحيوية، ولا تستطيع ممارسة دورها ومهمتها ووظيفتها التاريخية بدون تلك الأزمات والحروب، وبفضل أمريكا أصبح العالم يعيش تحت نظام (الحروب الدائمة).
وتعتبر اليمن من ضحايا السياسات والتجاذبات الأمريكية في المنطقة، والتي برزت مع تعاظم دور الثروة النفطية (البترودولار) وارتباطها بالطريق التجاري الدولي، وأيضاً مع نشوء الصراع العربي - الإسرائيلي، بما له من أبعاد استراتيجية، وبما ينطوي على مصالح دولية متشابكة، وانقسام العالم إلى معسكر خاضع وخانع للإدارة الأمريكية، ومعسكر آخر مقاومٍ للهيمنة والسيطرة على السيادة والثروة الوطنية، ولم يكن من الممكن أن يغيب الدور الأمريكي السعودي عن الشأن اليمني وأمنه واستقراره بأحضان الإدارة الأمريكية، نظراً لأهميته البالغة من الناحية الاستراتيجية، ولضمانة استثماراتها النفطية في المنطقة، ومرور الناقلات النفطية عبر المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. 

أترك تعليقاً

التعليقات