شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

ليس لي دراية كافية في مجال الاقتصاد سوى بعض المفاهيم العالقة بالذهن منذ زمن الجبهة الوطنية مما قرأته في كتاب الاقتصاد السياسي لمؤلفه نيكوتين، عن القيمة واحتياجات الإنسان الاستهلاكية.
وما علق بالذهن أيضاً عن التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية التي مر بها المجتمع البشري منذ المشاعية البدائية حتى مرحلة الرأسمالية، وكذلك جدلية العلاقة بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج.
لكني كمواطن يمني يتأثر سلباً وإيجاباً بالأحداث الوطنية، لذلك أرى أن المجلس السياسي الأعلى والقوى التي شكلته (المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله) أمام اختبار صعب وإشكالية معقدة أنتجتها أزمة انعدام السيولة النقدية وعدم إمكانية طباعة أوراق نقدية لمواجهة هذه المشكلة التي أعتقد أن قرار الفار هادي بنقل مقر البنك المركزي اليمني الى عدن، ضاعف منها، إن لم أكن مخطئاً، فهناك محللون يقولون إن هادي بقراره هذا رفع العبء من على كاهل المؤتمر وأنصار الله، ووضعه على كاهل حكومته المقيمة في الرياض تؤازر العدوان على استمرار قتل أبناء الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية.
حتى وإن كان رأي المحللين صائباً، فإن ذلك لا يعفي المجلس السياسي ومن يقف خلفه من المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تحتم عليهم معالجة هذه المشكلة والتصرف بمسؤولية.
فالأمر حين يصل الى راتب الموظف، فإن عواقب وخيمة تنتظر الوجود السياسي للمجلس. فهناك ما يزيد على مليون موظف في مختلف المؤسسات والأجهزة الحكومية، يعيشون هم وأسرهم على رواتبهم، وكذلك قطاع واسع من الشعب يعتمد على حركة الرواتب. 
إن الوقوف في المساحة الزرقاء وإلهاء الناس بدعوات التبرع للبنك المركزي، لا يحل الإشكال، فالناس يريدون حلولاً جذرية وعملية ليتمكنوا من شراء قوت لهم ولأطفالهم. 
ربما في الظروف الطبيعية تكون الدعوة للتبرع للبنك مجدية، وهناك دول دعت مواطنيها لإيداع مدخراتهم لدى بنوكها المركزية، وتمكنت من تحرير قرارها السياسي والاقتصادي، وصنعت نهضة اقتصادية. 
لكن في ظل هذا العدوان الخليجي الهمجي والحصار العالمي الجائر، تقابل دعوات كهذه بالتجاهل أو بالاستخفاف.. فالناس يريدون زاداً وشراباً لهم ولأطفالهم وأسرهم، والبقاء دون حركة وانتظار الصدف ليس حلاً. 
الشعارات الثورية جميلة، وتشعر المرء بأهمية عزته وكرامته، لكن الجوع كافر وفاجر.
هادي وحكومته العميلة لن يتطوعوا لحل مشاكلنا.. 
والمجلس السياسي هو المطالب بالحل..
(من صيح بسوق عليه تأمينه) مثل شعبي..
اللهم لطفك بخلقك.

أترك تعليقاً

التعليقات

Velvet
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 9:16:18 AM

That hits the target dead center! Great answer!