د. مهيوب الحسام

كان لقيادة ثورة 21 سبتمبر، التي حملت على عاتقها مسؤولية مواجهة العدوان، وقيادة البلاد، في لحظة تخلى عنها من تحملها، ففر وهرب بعدما هيكل وأهلك،  وللمؤسسات فكك، واستدعى العدوان لتدمير بقايا ما ترك، فكثير معه دار في ذات الفلك، فمنهم معه ذهب، ومنهم بعده هرب، ومن بالعدوان رحب، شكر سلمان وأيد،  ومن لم يكتفِ بالتأييد والشكر والثناء، ليذهب من ذلك أبعد، معلناً وA275;ءه للعدوان،  وباشر بإطلاق النار بالداخل لقتل بعض أبناء الشعب، وتهجير بعضه دعماً  ومؤازرة للعدو، واستجابة A271;وامره، ومن حمل على عاتقه مشروع العدوان ساعياً للتنفيذ بإثارة الفتنة للتفتيت، فقتل وسحل وذبح وسلخ وأحرق ومثل بالجثث ونبش قبوراً وهدم أضرحة ومعالم حضارية وتراثاً إنسانياً ليطمس تاريخاً وهوية لإفراغ البلاد من محتواها، بتوجيه من فر ليترك خلفه بلداً منهاراً A275;يقوى على صمود أو بقاء، بعدما خرج من النافذة آملاً أن يعيده العدوان من الباب حاكماً على الشعب مرغماً باعتباره حلاً وهو المشكلة، وهذا المستحيل نفسه (عشم إبليس).
وفي هذه اللحظة التاريخية الفارقة وخطورة المرحلة والوضع الذي يمر به البلد، فقد تحملت قيادة الثورة المسؤولية كاملة، وبقدرات وكفاءة أعلى من كل التوقعات، لتبرز عظمة القيادة على مسارين: مسار قيادة البلد وتسييره أولاً، ومسار مواجهة العدوان وردعه ثانياً. وبانتهاجها نهجاً واعياً مدركاً بدقة طبيعة المعركة والعدو ومعرفة أهداف العدوان على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ما كان له بالغ اA271;ثر في إدارة المعركة بكفاءة واقتدار، وتطوير أساليب المواجهة، وابتكار في الوسائل، ما مكن القيادة من القدرة الفائقة على اتخاذ القرار ووضع الخطط الاستراتيجية المناسبة بالرد المتدرج على العدوان، وسحب ذرائعه وتعريته، واتباع سياسة النفس الطويل المدعم بالصبر والثبات، واستنزاف العدو، واA273;عداد الجيد للمواجهة والرد بطريقة مدروسة ومؤلمة، وعدم حرق المراحل، مع إتاحة 40 يوماً للعدو دون رد، عله يراجع نفسه. ثم بدأ الرد الفعال والتدريجي، مع إتاحة الفرص له للنزول من الشجرة التي صعدها، وخروجه بماء الوجه مرات عديدة، إلا أنه استكبر، وأخذته العزة بالإثم، ليبدأ الرد الإيجابي الفاعل من النجم الثاقب مروراً بزلزال 1 و2 وقاهر1 و2 فتوشكا وسكود، لنصل إلى الردع الاستراتيجي بوصول صاروخ البركان 1 (محلي الصنع) إلى الطائف، لزيارة قاعدة فهد الجوية، وغداً يصل ونصل الرياض، واستمرار تدمير بوارجهم الحربية وإغراقها، ناهيك عن الوصول لنجران وما بعد نجران، والقادم أشد.
التحية واA273;جلال للجيش واللجان الشعبية. الرحمة للشهداء. الشفاء للجرحى. الحرية للأسرى. النصر لليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات