أحلام عبدالكافي

سوف أقتنع بمبادرة ولد الشيخ للسلام، عندما أقتنع بأن الذئب قد أصبح يوماً ما هو من يحمي الأغنام، وهو المؤتمن على حياتها... وسوف أقتنع بمبادرة ولد الشيخ للسلام عندما أقتنع بأن الأمم المتحدة قد عملت على إنصاف القضية الفلسطينية من براثن الإجرام الصهيوني منذ أكثر من 70 عاماً.
وسوف أقتنع بحديث ولد الشيخ عن جدية الأمم المتحدة لإحلال السلام والأمن في اليمن، عندما أقتنع أن كل تلك الجثث المحترقة يومياً في وطني، وكل ذلك القصف، وكل تلك التفجيرات المريعة التي حدثت وتحدث منذ عامين بفعل السلاح الأمريكي الذي تبيعه للسعودية، ما كان إلا فيلماً سينمائياً، وأن ضحاياه ما كانوا إلا (ممثلين)، ومازالوا أحياء كما في هوليوود، كيف لا، فالأمم المتحدة حريصة على إحلال السلام في اليمن، على حد زعم مبعوثها!
وسوف أصدق جدّية ولد الشيخ لإحلال السلام في اليمن، عندما أرى أن السلام قد حل فعلاً في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومصر وفلسطين، وأن الأمم المتحدة قد قامت بالدور المنوط بها في تلك المناطق التي يجتاحها الإرهاب الأمريكي الصهيوني، بالخروج عن صمتها المريب والمتواطئ في كل ما يحدث.
وربما أقتنع بكلام ولد الشيخ عن إعادة إعمار اليمن عندما يُعاد فعلاً إعمار سوريا والعراق وليبيا.
وسوف أقتنع أن ولد الشيخ قد أصبح حمامة السلام في اليمن، حين طالب بضرورة تسليم الصواريخ الباليستية اليمنية لطرف محايد، في وقت سابق، عندما تُسلم أمريكا وإسرائيل ترسانتيهما النوويتين لطرف محايد، وهو الأمم المتحدة.
وسوف أقتنع بأن ولد الشيخ جاد في مبادرته، عندما أرى خروج المارينز الأمريكي وكل أولئك المحتلين من جنوب اليمن، وأن مشروع الشرق الأوسط الجديد باحتلال الأوطان العربية وإعادة تقسيمها قد تبخر من العقلية الصهيوأمريكية.
وسوف أقتنع بأن ولد الشيخ يقدم غصن السلام لأمة الإسلام، عندما يعود السلام لليمن وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا وأفغانستان، وعندما تخرج القواعد الأمريكية من دويلات الخليج، وعندما تغادر الأساطيل البحرية الأمريكية المياه الإقليمية العربية.
وسوف أتأكد أن الأمم المتحدة قد أعلنت توبتها، وعزمت الخروج عن صمتها والتكفير عن دورها المخزي تجاه ما تعانيه الأوطان العربية والإسلامية، عندما تُلزم دول الاستكبار العالمي بأن تسحب كلّ مخططاتها الشيطانية وكل إرهابها الوحشي، وتعود صاغرةً بجحافلها إلى قارتها، وتنسحب من عالمنا للأبد.

أترك تعليقاً

التعليقات