كم أنتم جبناء
 

أحلام عبدالكافي

ما الذي يحدث في تعز؟ ما هذا الذي نسمع ونرى يا أهل تعز...؟ هل يعد هذا انتصاراً؟ وهل تعتبر هذه حرباً؟
أين هي إنسانية البشر؟ بل أين هي معالم وملامح الفطرة السليمة؟ ألا تدركون إلى أي منزلق خطير ستهوي تعز بفعل جرائم المقاولة؟ يا من تصمون آذانكم وتقهرون إنسانيتكم عند رؤيتكم لأشلاء البشر ولا تتحرك لها مشاعركم.
يا من تقتلون الأسرى بتلك الوحشية المنقطعة النظير...
يا من تشاهدون أعمال القتل والذبح والإعدام وترون جثث البشر وهي ملقاة في شوارعكم وفي حاراتكم بكل بساطة دون أن يرف لكم جفن، أو تشعروا بوخز الضمير.. يا من سقطتم في وحل الوحشية، ووصلتم إلى أقصى حدود المسخ في تكويناتكم الفطرية.
ألا تعلمون كم أنتم تائهون في بحور الضياع والتجهيل.. كم أنتم بائسون في منطقكم وفي أهدافكم وفي توجهاتكم.. لم يتبقَّ من تعز الثقافة سوى رائحة الدم والخيانة والسقوط.. يا كل صامت ويا كل جامد ويا كل ميتي المشاعر، لا أخاطبكم من ضعف مني أو ذلة أو انكسار حاشا لله. بل أخاطبكم من منطق القوة ومن باب الصمود والصبر على مصاب الوطن بوجودكم، أخاطبكم من باب كشف وفضح نفوسكم أمام أنفسكم التي باعت نفسها للشيطان، وتردت إلى مستوى الطغيان، وارتهنت لطواغيت الجريمة والرذيلة.
هذا هو أنتم، وهذه هي أهدافكم، وهذا هو منطقكم، وهذه هي حقيقتكم.. إشاعة الفتن ونشر الخراب وإثارة الفوضى وتدمير تعز هو هدفكم، وسحق الجمال والهدوء وتلويث الهواء والوجود والنقاء عز مطلبكم.. أنتم تقاتلون باسم تعز لفناء تعز، نشرتم الجوع والحصار وزرعتم البؤس والدمار، أعذاركم واهية وجرائمكم فاضحة.. خطركم كبير وعاركم أكبر، أنتم أعداء الوطن والإنسانية والوجود، أنتم تستهدفون تعز وصنعاء وعدن وإب بقبح أسلوبكم وسوء نياتكم وخبث نفسياتكم ودناءة أطماعكم.
يا من تستهدفون الآمنين وتقتحمون الحارات والمساكن وتقتلون النساء وتروعون الأطفال وتصلبون الرجال وتسحلون الأشلاء.. خبتم وخاب منطقكم، وخسر وسقط من أنتم له مرتهنون، أنتم إلى الهاوية أقرب وإلى مزبلة التاريخ أسرع لأنكم بأفعالكم وأقوالكم أبشع، وبأساليبكم أخدع وأوضع.
فلتعلموا أن الله لن يرضى عن أفعالكم يا من تحاربون تعاليمه وتتحالفون مع أعدائه، فالعدالة والمظلومية وآهات الثكالى وأنين الجرحى هي قضيته، فكيف أنتم بقضية الإله قاصم ظهور الجبارين، حتماً سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات