مس إخواني.. أصاب حزب المؤتمر!
 

عبدالفتاح حيدرة

يقدم الإعلام المؤتمري بكل أشكاله وأنواعه (المرئي - المسموع - المكتوب - مواقع التواصل الاجتماعي) تصورات متطرفة طوال الوقت، فاليمنيون بالنسبة لهم إما أصدقاء أو أعداء، والشخصيات عندهم إما عظيمة أو فاشلة، وطنية أو عميلة، ولا وقت لديهم للتدقيق والتحليل أبداً، لديهم قوالبهم الجاهزة، والتي بإمكانهم تلبيسها لأي فرد وأي شخص مهما كان وأياً كان.. 
للأسف تلبس المؤتمريون مؤخراً (مس إخواني) انعدام الوعي وانعدام القيم وانعدام المشروع الذي جاء به الإخوان المسلمون وحزب الإصلاح في 2011م، من خلال ثورة الوهم والتغيير الوهمي الإلكتروني، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لخلق نسخ مكررة وهمية وإلكترونية تصنع وعياً قسرياً مجتمعياً وشعبياً يتسبب بحالة فوضى وتصادم بين المجتمع وأجهزة الدولة، وقد يكون صاحب ذلك المشروع شخصاً واحداً استطاع أن يستنسخ نفسه آلاف المرات، ويتحدث للناس كأنه الشعب اليمني كله.. 
لاحظوا حملات المؤتمريين مؤخراً، تحدث حادثة مع مشرف وهمي، ويتم تناقلها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتشابه التعليقات وردود الأفعال، فتشعر في النهاية أن هناك شخصاً واحداً تم تكراره بأكثر من صورة واسم يتناول ذات الموضوع، ويعلق بذات التعليقات، ويناقش ذات المنشور..
حاولوا أن تتذكروا قليلاً.. وخلال فترة العدوان، وبعد العودة من مفاوضات الكويت تحديداً، كم موقف في الفيسبوك مرّ وشعرتم أن رد الفعل تحول إلى (موضة) الكل يتبناها ويؤيدها دون تحقق أو تأكد من صحة الحادثة أو الخبر، يمر قليل من الوقت لتختفي كل ردود الأفعال، ويظهر حادث جديد، ويصبح الكل يتحدث عنه فقط. هذا ما يحدث طوال الوقت يتحول كل رواد المواقع إلى نسخ مكررة من نفس الشخص، تُحولهم القضية الشخصية أو الحادثة المبرمجة إلى وجوه مكررة كل منهم يرى في نفسه التفرد والتميز، التعليقات الساخرة، الدعوات، حملات موجهة ضد من يكشف حقيقة خداعهم أياً كان، وبشكل أو بآخر حولوا المجتمع اليمني كله الصامد والمتحدي للعدوان، وبمرور الوقت، إلى نفس الشخص في استقبال المعلومة والتعامل معها، بل الشعور بها.
إن الكثير من الناس لا يعرفون حقيقة القيم والمشروع التي يحملها المقاتل اليمني في جبهات العزة والشرف ضد العدو السعودي، ولا يبحثون عنها لانشغالهم بذلك الرأي الإلكتروني القسري، الذي جعل الأغلبية الشعبية يبذلون كل جهدهم للبحث عن (الكذبة) التي تسعدهم وتشعرهم بالرضا، غير معترفين أن المعلومة الحقيقية هي أول مدخلات عملية الوعي والإدراك، والتي يتم البناء عليها للوصول إلى نتائج التي بموجبها يتم اتخاذ القرارات المصيرية لمواجهة العدوان ومرتزقتهم.. 
علينا أن نعي جيداً أن نشر المعلومات الخاطئة أو الناقصة يؤدي إلى تشويه وتلويث أساسيات (وعي وقيم ومشروع) المقاتل اليمني في الجبهات، والتي تستمد - تلك الأساسيات - قوتها وبأسها وبسالتها وانتصارها من تكوين عقلية كرامة وشرف وسيادة واستقلال المجتمع اليمني (وعيه - وقيمه - ومشروعه)، وهذه الأساسيات أيضاً هي التي تمنح الشعب اليمني كله صفة المجتمع أو الشعب الصامد والمتحدي للعدوان..
فما بالكم عندما يصل الفرد اليمني إلى نتائج خاطئة، وعلى أساسها يتحرك ضد العدوان، فماذا ستكون قضاياه التي ضد العدوان وكل ما لديه من وعي وقيم ومشروع خاطئ، إما أن يظل طوال الوقت ضحية التصور الخاطئ المقدم له كقالب جاهز، أو يصل لمعلومات متضاربة فيصل به إلى حالة من التشوش بين المعلومات، وهو ما يسبب الفشل في فهم الواقع وإدراكه، فيلجأ الناس وبوعي قسري إلى الإيمان بالأفكار الخاطئة بدلاً من البحث وإرهاق الذهن بين معلومات متضاربة، ليجدوا أنفسهم يخدمون العدو ومرتزقته مباشرة.
عزيزي المؤتمري.. دائماً هناك عدو خلف الستار يعمل على هزيمتك، أنت رائع بما فيه الكفاية لتهدد كل من حولك وتصنع خصومك، وعلى أساس أنك لا تقع في أي أخطاء، فقط لديك فوبيا الحذر، وأن الجميع أعداؤك، هذا هو التصور الجاهز الذي تقدمه أنت وإعلاميوك طوال الوقت، إنه (مس إخواني)، لتؤكدوا فقط على أن نقدكم من غير الضروريات، ولا يجب أن يكون، ولكنه من الضروريات لأي شخص أو مكون غيركم، فتجدوا الجمهور يتناقله بصورته العامة، ويطبقه في حياته اليومية، وفي أدق تفاصيل يومهم، وفي المقابل هناك من يتربص بك جيداً كزميل أو حليف سابق يعرف كيف يستنسخ أفكارك ليتلاعب بك، ويقول لك ولجمهورك وأعضاء حزبك (لا داعي لتحليل الموقف والبحث عن الأسباب الحقيقية، فقط تصرفوا وفق هذا التصور الجاهز)، وفي جيبه ورقة لهذا التصور مختوم بختم قيادة قوات التحالف العربي لغزو واحتلال اليمن، وموقع عليه بالنيابة محمد بن سلمان وسفيرا قطر وتركيا والزنداني وياسين واليدومي والعتواني، واعتمده حميد الأحمر وتوكل كرمان وعلي محسن..
#المرحلة_مرحلة_إقتحامات_لا_إنتخابات

أترك تعليقاً

التعليقات