اجتماع حثالة البشر
 

طاهر علوان

من الصعب أن يصدق أي عاقل في هذا الكون، أن تجتمع تلك المساوئ البشرية، والحثالات الإنسانية، والنفايات الكونية من وزراء خارجية لدول لا تملك القرار ولا الشرعية، مسلوبة الإرادة، تابعة للمشروع الأمريكي- الاستعماري المسيطر على ثروات الأمة العربية، ورؤساء أركان لدول قمعية دموية غاصبة لحقوق شعوبها، ومصدرة وممولة للإرهاب الدولي، وأيضاً حضور السفير الأمريكي المخطط والموجه والممثل للدولة الاستعمارية التي تسعى لإخضاع العالم لسيطرتها وإرادتها، وتعطي لنفسها الحق في الاعتداء والهجوم على أية دولة، وفي أي زمان تختاره وتحدده، وكأن العالم أصبح ملكها، عليها فقط أن تحكمه وتنظمه أو تلخبطه طبقاً لإرادتها ومصالحها.
كل تلك النفايات الكونية تجتمع من أجل إعادة الشرعية (للدنبوع والأربعين حرامي)، بعد تكبدها كل تلك التضحيات الجسام، وتعرض دولة من أكبر الدول النفطية للإفلاس والانهيار والخسائر بالمليارات، وفقدان العدوان الكوني توازنه وتخلل تحالفاته واختلال المعايير والمقاييس والمواصفات، واستخدام كل الوسائل والتقنيات، والحروب الباردة والحارة، والضغوط الناعمة والخشنة، والحصار الجوي والبحري والبري، والتجويع، ومحاولات الإخضاع والتركيع لتمرير مخطط العدوان الإجرامي الدموي وأهدافه الجهنمية من قتل وتدمير وإبادة جماعية ومحاولات اختراق يمن الثورة المقاوم للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ولكل الحروب الإرهابية والطائفية والمذهبية، واستبداله بتلك الشرعية (الدنبوعية) شرعية الوصاية ومصادرة القرار السيادي، شرعية المشروع الأمريكي لنهب ثروات الأمة العربية، شرعية الاستعباد بالنار والحديد، شرعية قتل الأبرياء من أطفال ونساء وعجزة وعُزَّل، شرعية تقسيم اليمن وتقطيع وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتدمير مؤسساته الإنتاجية والمرافق الحيوية والحياتية. 
التحالف الكوني يعاني من عقدة نقص خطيرة، ويخشى من القيام بأي عمل توفيقي، أو مبادرة سياسية من شأنها أن تفسر بالضعف أو التراجع، أو أية خطوة تنازل، وهي لابد منها عاجلاً أو آجلاً، وسوف تكون قاتلة.
واستعصت على التحالف الكوني كل الحيل والطرق في مرحلة ما قبل الانهيار الكلي والوصول إلى نقطة الصفر والشتات والضياع والهزيمة المدوية، وهي النتيجة الحتمية. لقد تكلست أدمغة قادة التحالف الكوني وأهدافهم ومشرعهم، إنها لعنة الأقدار والتاريخ.
المشروع الأمريكي في أمسِّ الحاجة إلى هذه العمليات التضليلية، والاجتماعات الوهمية، لتغطية فشل العدوان الدموي الهمجي بمسميات وهمية، شرعية، إيرانية، مجوس، مليشيات، كل تلك الواجهات والذرائع تحتاجها أمريكا لاستمرار عدوانها وربط المنطقة الحيوية الاستراتيجية وباب المندب بمشروعها لإنقاذ اقتصادها الضعيف، ولمواجهة الاقتصاد الأوروبي والياباني. أسباب العدوان اقتصادية بحتة، وليس لها علاقة بالشرعية والتحرر والمذهبية، ولن تكون اليمن لقمة سائغة في حلق المشروع الأمريكي وإسرائيل، وأثبت الشعب اليمني أنه أصلب عوداً في المواجهات وتحقيق الانتصارات، بالرغم من التفاوت التكنولوجي، ونوعية السلاح، وموازين القوى. بجهودنا الذاتية وصمودنا وإيماننا الذي لا يتزعزع، وباندفاع قوة الحق وشرعية الدفاع عنه نقود معاركنا، وننتقل من نصر إلى انتصارات، لن تحبطنا تلك الاجتماعات والتهديدات، ولن نستسلم، ولن نرضى بأقل من النصر الكامل وتحرير جيزان ونجران وعسير، فإن معركتنا هي معركة وجود وحرية وكرامة وحضارة.

أترك تعليقاً

التعليقات