(بركان) صَنَع النصر
 

د. مهيوب الحسام

إن مقذوف العربية الحدث الأصغر، والجزيرة سابقاً، والذي تطور إلى بركان 2H بعيد المدى بأيدٍ يمنية مباركة، بعد ما يقارب الثلاث سنوات من العدوان (السعوصهيوأمريكي) على الشعب اليمني، والذي تكلف يوم السبت 4/11/2017م، بزيارة ناجحة للقاعدة العسكرية بمطار خالد الدولي في عاصمة العدوان الرياض، غدا له وقع ليس كمثله وقع حين وصل حاملاً رسالة معاناة ومظلومية شعب لم يسبقه إليها شعب في التاريخ، جراء عدوان كيان (بني سعود)، وتحالفه وكلاء وأدوات الصهيوأمريكي. وقد تركت زيارته أثراً ليس كمثله أثر، وتميز الصاروخ بكونه أميناً في نقل فحوى الرسالة، صادقاً صابراً كشعبه، وحرص على إيصالها بدقة، فاستحق أن يعتز الشعب اليمني به ويفخر، لما أثبت من براعة في نقل المعاناة، والألم من العدوان، وجسدها بفعله واقعاً كما هي، استجابة لقوله تعالى: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً) ]النساء: آية 104[، فكانت عظمة الصاروخ من عظمة شعبه، إذ لم يستهدف مدنياً واحداً في القاعدة، ليثبت أنه على قدر كبير، ومستوى عالٍ من المسؤولية وأخلاق الحرب الموجبة للنصر.
إن صاروخاً مصوباً في الأرض مسدداً من السماء، لم يخيب ظن شعبه به، قد جعل العدوان (السعوصهيوأمريكي) وحامل لواء حربه كيان (بني سعود)، مذهولاً عاجزاً تمام العجز عن مواجهته، والتصدي له في السماء أو معالجة آثاره على الأرض، وما أوقعه من أثر في نفسية العدوان ومعنوياته - ناهيك عن تداعياته على المديات القريب، والمتوسط، والبعيد، والتي لن يقوى على تجاوزها، ما يفرض عليه رغماً تحمل تبعات عدوانه على شعب يمني عظيم له مخزون من القوة والبأس الشديد، ليست لسواه، ويمتلك طاقة وقدرة تاريخية في النصر على أعدائه - ما يضع العدوان بدائرة الهزيمة التي تحتم نهايته.
إن صاروخاً مشتقاً اسمه من صرخة لهو الصرخة عينها بوجه المستكبرين والمعتدين، لتزلزل عروشهم، وإن صاروخاً بعيد المدى في قوته، وفعله، وتأثيراته، وتداعياته، أسمع الدنيا مظلومية شعب يُقتل منذ 3 أعوام، وسلط الضوء على معاناته وتبعاتها، هو صاروخ لا يسعه إلاّ النصر. وبالنظر لفعل بركان 2H، وما أحدثه بكيان العدوان من زلزال أدى لتفكك منظومة تولت، وبنية أسرة حكمت، وما خلف ذلك من ارتجاج ودوار في عقلية الحاكم، وما أنتج من عشوائية وتخبط في ردة فعل، وقرارات صدرت، يكون هذا الصاروخ قد صنع النصر بكل ما للكلمة من معنى، وتبقى إعلان النصر فقط الذي على القيادة الإسراع باستكمال خطوات إعلانه كي لانضطر لدفع ثمن تأخير إعلان هذا النصر الذي تتجلى وقائعه بما يلي:
1ـ تبيّن للعالم أن الحرب بين طرفين هما كيان العدوان كطرف معتدٍ، والشعب اليمني كطرف معتدى عليه، وأن كيان العدوان هو من قرر تصعيد عدوانه، وإجرامه بلا أقنعة.
2ـ فرض بركان على العدوان التراجع عن قرار غزو ميناء الحديدة إلى إغلاق بقية الموانئ المحتلة بعد يقينه بهزيمته إن أقدم على الاحتلال.
3ـ بركان أصاب كيان العدوان بداء خبيث جعله يأكل ذاته بذاته مؤذناً بحتفه.
4ـ جعل كيان العدوان يقرر ضرب اقتصاده المتداعي، فأمم أموال بنيه، وصادر تجارة تغنيه، فضاق به موالوه قبل معارضيه.
5ـ خسر شعبه الحاضن بعدما ضيق عليه سبل عيشه، وأدخله بحروب بددت ثرواته لأعدائه، وراكمت له عداوات لا صلة له بها.
6ـ اتخذ قرارات توسع محيط أعدائه من لبنان إلى طهران، وما بعد طهران، تعجل بسقوط الكيان.
7ـ رمى بآخر أوراقه الاقتصادية في اليمن بقراره سد المنافذ، ليرفع منسوب العدوان والقتل والحصار، وهذا لن ينفعه بشيء.
إن كل قرار اتخذه كيان العدوان بعد بركان يعبر عن فوبيا السقوط، ويثبت أنه يعيش الهزيمة واقعاً، ومن أراد أن يعزز هذا الواقع، فليرجع إلى بداية العدوان، ويسأل نفسه سؤالاً واحداً هل كنا في بداية العدوان أضعف مما نحن عليه بكثير، أم أقوى، رغم فارق الإمكانات المادية؟ وهل كان العدوان أقوى مما هو عليه الآن بكثير، أم أضعف؟ وعلى السائل أن يجيب بنفسه على السؤال، ويستنتج اتجاه سير المعركة.
إن كياناً عدوانياً يتخلى عن شيعته لعدوه الذي يدفعه لحتفه، وهو يعتمد على الباطل وكثرة أموال نفطه، وقوة أمريكا بعدوانه على شعب يمني يعتمد على الحق، وقوته الذاتية، وعلى الله بدفاعه عن نفسه ورده للعدوان، فلمن تكون الغلبة إذن؟!
التحية والإجلال للشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبية.. الرحمة والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الخزي والعار للخونة العملاء.. اللعنة على أنصاف الرجال.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات