أنقذونا من حكومة الإنقاذ
 

طاهر علوان

حكومة الإنقاذ بحاجة ماسة إلى إنقاذ منذ ولادتها القيصرية وهي مشلولة الفعل والحركة، عاجزة عن ممارسة دورها كحكومة إنقاذ من الأوضاع الكارثية الاقتصادية والاجتماعية، وتحمل المسؤولية بجدارة وحس وطني صادق في ظل عدوان همجي ظالم وحصار جائر، وهنا يأتي دورها الطليعي والتاريخي والإنقاذي الخروج بالوطن والمواطن من الحالة المأسوية، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا وجود لأي إجراءات إنقاذية تذكر أو إسعافات أولية أو اجتهادات مختلفة لحل الأزمة الاقتصادية والنفطية.
حكومة الإنقاذ تمارس سياسة الخنق الاقتصادي المتعمد، وتصعيد سياسة التعذيب والموت جوعاً كسياسة رسمية لها، حكومة فاشلة تتميز بالتخبط والارتباك وعدم القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية والإجراءات الحاسمة والصحيحة في الوقت المناسب، عشوائية مطلقة وتراكمات سلبية مدمرة لكل جوانب الحياة الاقتصادية، وأضافت أعباء جديدة قاتلة تؤرق كل بيت.
مهمة حكومة الإنقاذ انتشال الوطن من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد الحلول الإنسانية السريعة والعاجلة لمشكلة الراتب وصرفه في نهاية كل شهر، ملايين الأسر تعتمد على الراتب في معيشتها، وحياتهم معلقة بذلك (النص الراتب) الذي يحافظ على انتصاب قامتهم نسبياً، ويؤمن حداً معقولاً من الغذاء اليومي، غذاء مناسباً للمعد الخاوية والأجساد النحيفة الهالكة، ويضمن أيضاً تماسك الجبهة الداخلية، والغريب والعجيب والمستهجن أن تقوم بعض المؤسسات الإيرادية بصرف مكافآت تصل حد المليارات لبعض موظفيها دون رقيب أو حسيب، بل تحت رعاية وحماية حكومتنا الموقرة، بينما ملايين من موظفي الدولة والمتقاعدين لا يستلمون رواتبهم لعدة أشهر، إضافة إلى عشرات الآلاف من الأسر المشردة والنازحة تنام في الشوارع والحدائق العامة نساء وأطفالاً وعجزة، ولا تجد قوت يومها.. كل تلك الكوارث والمآسي والنكبات لم تحرك لدى حكومة الإنقاذ ساكناً، وكأن تلك الأحداث والوقائع في كوكب آخر، ولا علاقة لها بواقعنا، ولا يتحمل أحد على وجه الأرض مسؤوليتها.
حكومة الإنقاذ (غارقة في شبر ماء)، كل ما استطاعت فعله في عمرها القصير (إن شاء الله) هو كراهية عامة الناس لها دون استثناء، وفقدان الثقة تماماً برغم إعلاناتها والدعاية بصورة مستمرة عن الإجراءات الحاسمة والساحقة في مواجهة وإزالة الآثار الاقتصادية الناجمة عن نقل البنك المركزي واستمرار الحصار الاقتصادي، وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الراتب والجوانب الاقتصادية الأخرى، والمن علينا بصرف البطاقات التموينية الفاشلة دون رقابة على التجار في رفع الاسعار بشكل خيالي، واستفزازنا بالإجراءات والقرارات والتصريحات المعلقة بالهواء الطلق، فرئيس الوزراء منذ اللحظات الأولى لتشكيل الحكومة بدأ بتسجيل الرقم القياسي والإعلان عن تحصيل 400 مليار كضرائب دون أن يكشف عن مصيرها، ويسجل الآن أيضاً رقماً قياسياً في الاعتداء على حقوق الموظفين وخنق رواتبهم، وافتعال الأزمات الاقتصادية بشكل عام. حكومة الإنقاذ تكرس الفساد والاستغلال وتضخم الأزمات والفقر والبطالة والغلاء. 
هناك قناعة تامة ومستقرة لدى أغلب المواطنين ضحايا العدوان وحكومة الإنقاذ التي ليس لديها القدرة المتخصصة والعقلية المتمكنة لإدارة البلاد والخروج من الأزمات والاختراقات الاقتصادية والحالة الكارثية، وفي حالة إصرار حكومة الإنقاذ الموقرة على المضي في سياستها العاجزة والمرتبكة، وفي ظل وجودها الكارثي، سوف تضع البلد في كف عفريت ومآسٍ وكوارث إنسانية لا حصر لها، نحن في غنى عنها، وخاصة في ظل العدوان المستمر والهمجي وآثاره المدمرة على الاقتصاد والحياة بشكل عام.

أترك تعليقاً

التعليقات