بقدر حجم العدوان يكون الانتصار
 

د. مهيوب الحسام

يعجز كيان (بني سعود) واجهة العدوان (السعوصهيوأمريكي) ورأس حربته، عن الفهم والإدراك بأن من لم يخشَ أو يخف فعل العدوان ألف يوم، لن يخشى، ولن يخاف قوله وتصريحاته وتهويل إعلامه الذي يحاول من خلاله ستر ما تبدى من سوأته، وتغطية ما انكشف من حقيقته، وتجبير ما انكسر وسقط من هيبته، وترقيع ثوب هزائمه وقوله إن حرب عدوانه على الشعب اليمني لم تبدأ بعد، وأن ما بعد وأد فتنة 4 ديسمبر 2017م ليس كما قبلها! ليس القول الأول، ولن يكون الأخير، ومع ذلك نقول له نعم إن ما بعد وأد الفتنة ليس كما قبلها فعلاً، ولكن ليس له، بل عليه، وليس كما يتمنى، وعليه أن يعلم أن من لم يكن بطلاً في المواجهة الأساس بميدان المعركة، لن يكون بطلاً في غيرها من فروع وتفاصيل جزئية، ومن لم تؤثر فيه حرب 3 أعوام باستخدام أحدث الأسلحة النارية وأقواها فتكاً وأشدها تدميراً، بل وانتصر بإرادته وإدارته عليها، لن تؤثر عليه حرب إعلامية وتصريحات ضعف وقلة حيلة.
إن المؤمنين بالله، وبوعده الحق، وبقضيتهم العادلة، المدافعين عن الأرض والعرض، يستطيعون هزيمة أية قوة باطل على الأرض، وعليه فليعلم العدوان أننا واجهناه وهزمناه، وليس لدينا شيء، فكيف وقد مكننا الله من صنع سلاح يصل دار قصره الملكي، ويضرب فوق رأسه وهو مجتمع بقادة كيانه! عليه أن يعلم أننا لن نغضب الله ونعصيه بعد إذ هدانا، ولن نفرط بما مكننا الله من عوامل النصر.
ما بعد وأد الفتنة ليس كما قبلها، وكأنّ حرب عدوانه على الشعب اليمني طيلة ألف يوم ونيف، لم تكن حرباً، بل كانت برداً وسلاماً، وأن طائراته وغواصاته كانت تقذفنا بالورود، وهو الذي لم يوفر وسيلة للاعتداء علينا وقتلنا إلا واستخدمها، ولم يألُ جهداً في إبادتنا، ولم يستبقِ قوة في سبيل إخضاعنا إلاّ وجربها من قوة مالية وحربية، واستخدام أحدث ما أنتجت مصانع سلاح الاستعمار في الغرب والشرق على حد سواء، إلا ودكنا به، وبما يملك من نفوذ على النظام الدولي الصهيواستعماري العدواني الساقط، يشن على الشعب اليمني عدواناً لم يسبقه إليه أحد فجوراً وظلماً، قتلاً وحرباً تدميرية لا تبقي ولا تذر، تستهدف إنساناً وبيئة، شجراً وحجراً، آثاراً ومعالم حضارية وتراثاً وموروثاً إنسانياً، مدارس ومساجد، مستشفيات ومعاهد، وحدات صحية ومستوصفات، معامل ومصانع، حصوناً وقلاعاً أثرية، ومعالم حضارية... الخ.. هل كل هذا القتل منذ ألف يوم كان إحياء للشعب اليمني، وعليه فليعلم الولد المهفوف وأبوه الخرف وبقية الوكلاء والأصيل (العدوان)، أن الأيام دول، وأنه كلما أوغل في غيه وغروره وصلفه وطغيانه وظلمه وفجوره، وكلما زاد قتله، ورفع منسوب حقده، وأوسع في إجرامه قتلاً وتدميراً، وأمعن في الباطل، وتكبر، وتغطرس، وعاظم عدوانه، فإنه وبحجم ذلك كله تكون عظمة النصر عليه، وكلما كان عدوانه أكثر كان الانتصار أكبر وقيمته أعلى، وهزيمته وسقوطه كبيراً ومدوياً وقاسياً عليه بقسوة وشدة عدوانه علينا، فليوغل كما يشاء، ويعربد كما سيده الأصيل شاء، لكنه كوكيل للعدوان ورأس حربته سيكون المتضرر الأكبر قبل أصيله، فليحسب حسابه، ويعد عدته لهزيمته، وعليه أن يختار ويقرر حجم أية هزيمة يريد.
فبقدر حجم العدوان سيكون حجم الانتصار المزلزل لعرشه، هي سنن كونية، وقوانين أرضية لا مفر منها، وكما قُتل العدوان بصنعاء في 4 ديسمبر 2017م، سيكون دفنه ومواراته الثرى في نجد. ألف يوم ونيف من العدوان والقتل والإجرام كانت تمثل 1000 فرصة منحناها للعدوان علّه يتراجع عن غيه وعدوانه، ولم يستطع إدراك ذلك. لقد كانت 1000 يوم من إقامة الحجة عليه، ولم يفهم. وبالمقابل صبرنا وثبتنا ألف يوم، وننتصر في مواجهة ليس دولة واحدة، بل 28 دولة، وفي الحساب 28 دولة * 1000 يوم= 28000 يوم صمود وثبات وانتصارات تبشر بأن النصر النهائي الناجز قريب، كذلك هزيمتهم النهائية الناجزة.
التحية للشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه.. الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات