عبدالمولى والببغاوات حقه
 

عمر القاضي

أعرف صديقي عبد المولى جيداً منذ الطفولة، عندما كنا في القرية. ثم سافر إلى العاصمة صنعاء، وفيها استقر. لقد زرته قبل شهرين في منزلهم. وقبل أن نبدأ (التخزينة) حلف يمين بالله بأن أشاهد حقه الببغاوات الصغيرة التي اشتراها مؤخراً، وقد وضعها في قفص صغير على إحدى نوافذ منزلهم، ثم قام بتسميتها بأسماء إنجليزية. قال إن الأنثى اسمها (مايا). أما الذكر فيطلق عليه (ستيف). أيضاً بشرني أن لدى ببغاواته بيضاً وستفقس قريباً. مبروك يا صديقي. (يتربوا بعزك). 
لقد تغير صديقي عبد المولى كثيراً، وأصبح مرهفاً ومغرماً بتربية العصافير الأجنبية. ليس ذلك الشخص الذي كنت أعرفه في القرية قبل سنوات. تصدقوا أن عبده صديقي ارتكب مجازر فادحة، وطهر قريتنا من جميع العصافير المحلية بحقه (المقلاع). لقد اصطاد مئات العصافير، ابتدءاً من (الكحيل) ذلك الطير الأنيق والصغير، وصولاً الى (الجولبة).
صديقي عبد المولى ليس وحده المرهف في اليمن. لقد تفاخر أحد جيراني المرهفين قبل أيام، أثناء مصادفتي له بالحارة، وهو يقود كلباً أمريكياً أبيض. طبعاً أنا باركت له على الكلب الجديد، لكن جاري المستشرق والمرهف هذا صدق نفسه وتفشخر قليلاً، وبدأ يسرد لي مواصفات كلبه الأمريكي، قال إنه اشتراه بخمسة آلاف دولار، وإنه يغسله كل جمعة، وأضاف أنه يشتري له وجبات خاصة من حدة. (الله على زيف). يدلل الكلب الأمريكي أكثر من أطفاله. أما الكلب اليمني عند جاري المزيف فدمه مباح يدهسه بسيارته على الطريق ومن دون رحمة، وذلك أمر عادي. أو (يناول أبوه هدش) بالأحجار حتى الموت. وقلك ليش الكلب اليمني متوحش. مش كذا وبس. لقد كتبت هذا المقال عنوة لما أشاهده حولي من زيف مفرط واحتفاء بعض اليمنيين بالدخيل الأجنبي، أكان حيواناً أو إنساناً أو منتجاً، وبشكل مبالغ فيه. زيف كاذب ينتهجه بعض الأشخاص الذين يشعرونك أنهم مستشرقون إسبان وليسوا يمنيين. مش كذا وبس، لقد قرأت منشورات لناشطين وناشطات يمنيين هربوا من اليمن مؤخراً بحجة أنهم ملاحقون أمنياً. معتبرين أنفسهم ناشطين ذوي أهمية. والله ما أحد عارف أين خرأتهم الجراد.
في السياق نفسه، كتب أحد الهاربين بوست على صفحته بالفيس، قال فيه إنه منذ الصباح وهو يبحث في مصر عن مطعم يمني فيه (سلتة). وللأسف ما حصل عليه. شوفوا على مشكلة ستلحق بنا كيمنيين. طبعاً هذا الناشط أعرفه أنه عندما كان هنا باليمن، كان قريباً من عشرات مطاعم السلتة المشهورة، والتي لم يدخلها هذا الناشط المزيف إطلاقاً. أيضاً لم يأكل السلتة طوال حياته أيضاً. وكان يعتبر وجبة السلتة العظيمة أنها أسوأ وجبة.
ناهيك عن ذلك، فقد نشرت ناشطة يمنية صورتها على الفيس وهي واقفة على أحد شواطئ تركيا أثناء ممارستها للسباحة، وقد امتدحت شواطئ تركيا بأنها نظيفة... الخ.. وأن نفسيتها بعد سباحتها هناك قد تغيرت كثيراً للأفضل. زي هذه المريضة والله لو تغسلت بماء الذهب لن تشفى من زيفها. على أساس أنها لما كانت تسبح هنا في ساحل أبين أو الحديدة، نفسيتها تتعكر للأسوأ. المشكلة مش بالشواطئ حقنا. يمكن في مكان آخر في نفسية وجسد المريضة (المربرب).
أشخاص كثر مزيفون. أعرف الكثير منهم من الذين يفضلون ويتفاخرون بكل شيء أجنبي، حتى الشتائم باللغة الإنجليزية، فإنهم يتقبلونها بكل ارتياح وضحك. وإذا شتمهم يمني بالغلط يريدون منه أن يحكمهم. هذا في حالة أنه نجا من القتل.
لذلك لا تستغربوا من بعض اليمنيين وهم يحتفون بمرتزقة أجانب كبلاك ووتر ومحتلين إماراتيين وسعوديين وأمريكان لليمن. أمر طبيعي منهم عندما يتمسخرون بمنتجاتنا ووجباتنا وبصناعاتنا اليمنية وبكل شيء، وصولاً إلى مسخرتهم حتى بالمقاتل اليمني العظيم، والاحتفاء علناً بجنود وصواريخ العدوان التي تدمر اليمن. وإذا ردت اليمن بصاروخ ضد العدوان القاتل هذا، تشاهد هؤلاء المزيفين أول من يعترضون الصاروخ اليمني عبر صفحاتهم ومكارحتهم وبضحكاتهم الحقيرة.

أترك تعليقاً

التعليقات