الانتقالي يرمم أنقاض 7 يوليو
 

وجدي الصراري

ما لم يحدثه صالح في صنعاء، لن يحدثه نفخ بالون طارق في شبوة، هذا كل ما تبادر لذهني بعد مطالعتي لما يكتب وينشر على مواقع الأخبار الساخنة والتواصل الاجتماعي عقب تصريح رئيس المجلس الإماراتي... عفواً (الانتقالي) الأخ عيدروس الزبيدي، الذي يؤكد فيه دعم طارق عفاش ومن على شاكلته كمقاومة شمالية لاسترجاع العاصمة صنعاء.
ولأنني يمني أولاً وثانياً وثالثاً، وأعرف تاريخ بلادي وأبرز تناقضاته التاريخية وقواه الاجتماعية والسياسية، أستطيع الجزم، أن تصريح الزبيدي لم يصدر إلا بعد أن حلف طارق عفاش (أيمان الله باستخدام كل ما يعرفه من أسمائه الحسنى) ليؤكد له أن ما فعله نظام عمه في 7/7 لن يتكرر، وأنه كان (غلطان)، وهو (مُحكم)، وأنهم (ماعد يشتوش) الوحدة على طريقة الجنرال علي محسن والشيخ عبدالمجيد الزنداني، وإذا لم يحدث ذلك، فهذا دليل على سعة وكبر قلب الأخ الزبيدي وسعة وكبر جيب الأخ محمد بن زايد، وألا يبقى السؤال موضوعياً ومهماً غير مقدور على الإجابة عليه.
يستطيع اليمني ذو العقل السوي والتفكير المنطقي، أن يفهم كون أكبر وأعظم قوتين سياسيتين واجتماعيتين في اليمن، قادرتين على إحداث تغيرات نوعية في السياسة والظروف الاجتماعية والاقتصادية، هما (الحراك الجنوبي وأنصار الله)، لأن المكونين فعلاً يمتلكان مظلومية تاريخية يمكن النضال في إطارهما، وتحقيق الكثير من المشاريع، فالبقية مشاريعهم وتواجدهم في سطور الماضي لا يمكن استرجاعها، كونها لا تتناسب مع متطلبات الواقع وقضايا اليوم الملحة، لكن يبقى السؤال: كيف ينسجم هذا التصريح وهذا التفاعل مع التناقضات الجوهرية في مشروع الحراك الجنوبي وأنقاض قوى حرب 7/7 الذي يقف بعضها في معسكر الشرعية السعودي، وبعضها خارجه، ولا يستطيع أن يجد لنفسه مكاناً داخله؟
إنها (الإمارات) وببساطة...
قد يقول لك متعصب: وأنتم في صنعاء تحالفتم مع نفس المنظومة التي يتحالف معها المجلس؟! 
والجواب هنا ببساطة هو أن غطاء ذاك التحالف لم يكن مظلة المحتل والمعتدي أولاً، وثانياً أن مشروع التحرر من الوصاية لم يتناقض تناقضاً كاملاً مع مشروع نظام 7/7 الذي يريد استعادة حكمه المركزي على كل مكان، بينما هنا يبدو مريباً كون بالون طارق يريد الشمال فقط دون سلطة على الجنوب.
أنا هنا لا أحاول شق الصف (عيييب) الله المستعان، الصف مشقوق أصلاً موضوعياً، وتصريح الزبيدي يذكرني بخطاب اللواء (محسن) حين قال: (أعلن تأييدي وانضمامي للثورة الشبابية السلمية)، وعلى نفس السياق نحن نعلن تأييدنا فقط بدون (انضمام) لهذه المسرحية الهزلية، لأنها ببساطة تعمق الشرخ داخل معسكر الغزو والاحتلال الذي يخدمك من حيث لا يدري ويشعر..
في الأخير، ولو كان مجلس الزبيدي أحد أبرز ممثلي الحراك الجنوبي، لن يصح إلا الصحيح، هو أن قضية الحراك هي الحكم الذاتي ورفع المظلومية، وبالتجربة سيعرفون أن ما يقوله حراك (باعوم) هو الصواب بأن الجنوب يجب أن يحُكم ذاتياً، وأن الإمارات والسعودية وشرعيتهما محتلون، ولن يجدوا مكاناً لهم في النهاية.

أترك تعليقاً

التعليقات