مطار (ولد الشيك) الدولي
 

د. مهيوب الحسام

ليس لدينا هذه الأيام سوى أخبار (ولد شيك) العدوان الوهابي، ومبادراته وخرائطه. أقلع ولد الشيك، هبط ولد الشيك، كأنّما ليس لنا هَمٌّ سواه، أو لسنا واقعين تحت عدوان هو جزء منه لمدة تقارب عامين، أمَا عَلِمَ هذا الولدُ أنَّ وقعَ هُبوطه بمطار صنعاء علينا كوقع صواريخ طائرات وبوارج حربه؟ إنّ هذا الولد يمَثلُ عُدواناً بحدِّ ذاته، والسؤال: كيف استطاع بناء هذه العلاقة الحميمية بينه، وبين مطار صنعاء، والتي تُعتَبر أهم إنجازاته على مدى عام و7 أشهر؟! 
فالملاحظ أنّ العلاقة وطيدة بينهما، رغم أنّ المطار مُغلق أمام الملاحة، وعلاقته سيئةٌ مع أشدّ جرحى عدوانه خطورةً، ممّا يثبت أنّ عُدوانِية ولد رَذيلةِ أُمَمِه أكثرُ حقداً، وأشدُّ ضراوةً من عدوانية سيده الوكيل. يُريدُ مُساومتنا، وابتزازنا بالجرحى، أي أنه يضغط علينا بأمورٍ وجوانبَ إنسانية، ما يُبرز عدم امتلاكهِ ذرةً من أخلاق أو إنسانية، ويدل على أن توقيت مجيئه هذه المرة أسوأ من كل ما سبق، يريدُ أن يلعب بأقذر خرائطه التي أعلن في مجلس حربه الدولي عن تسليمها للأطراف.
إن الخارطة ليست إلاّ سيارةً مفخخة لن يقبل بها الشعب اليمني، فمثلما اعتبره الشعب اليمني، الأسبوع الماضي، شخصاً غير مرغوبٍ، وغير مُرحَّبٍ به في اليمن، لايزال يَعتبرهُ كذلك، لا بل يعتبر كل من يتعامل مع خارطته مستهتراً بدماءِ الشعب اليمني، كي لا نقول أكثر من ذلك. وليعلم الكل أن الشعب اليمني لم، ولن يخوّل أحداً أن يفاوض عنه بأقل من السقف الّذي حدده شهداؤه وخطته دماؤهم الزكية. وإنّ الحوارَ مع عدوٍّ يقتله منذ عامين، لا يكون إلاّ من خلال مواجهته، ومنازلته بالميدان، استجابةً لله وطاعةً له، قال تعالى: (ذلك وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (الحج: 60). والنصر وعد من الله، ولن يخلف الله وعده.
وما مجيءُ الولد العدو إلاّ ليخرجنا من فضاء انتصاراتنا المُتحققة بدماء شهدائنا، وليس بفضل خرائطه، التي تمثل هزائم لا تنتهي إن نحن اتبعناها أو واليناه بعد أن والينا الله وانتصرنا به. 
أين كانت تحركاته المكّوكية مُنذ انطلاقة حرب عدوانه وسيده علينا؟ أين توارى اهتمامه أثناء حوارات، ومشاورات سبقت؟ لم لا يفتح مطارنا للحاجات الإنسانية كما يُفتَح لهُ؟ لو كان الولد مبعوثاً لغير كيان (بني سعود)، أو كان غير مُنحازٍ للعدوان، هل كان سيسمح له بالهبوط بمطارنا؟! 
لقد جاء هذا الولد المعتوه ليساومنا على حاجاتنا الإنسانية، لنتخلى عن انتصاراتنا المنجزة. إنه جاء يُخيِّرنا بين الذلة، والسلّةِ، ويهدد بانضمام جيبوتي، ورأس الخيمة، ودولة بروناي، والفجيرة، لتحالف العدوان، إن لم نستسلم، ونرضخ، ولا يعلم أن الله مُنضمٌّ لشعبنا وتحالفنا معه، فإن استطاع ومن معه هزيمة الله فإنا نَتبعُ الله، إننا شعب لا نتولّى ولد شيك، ولا وكيل عدوانه الكيان، ولا سيدهما المستعمر (الأنجلوسكسوصهيوني)، ولا نتولّى إلاّ الله، وهو ناصرنا، وأمّا الذلة فهيهات منّا الذلة، وخرائط الولد له، فعمر الخرائط ما أحقت حقاً ولا أزالت ظلماً، ولنا بفلسطين المثل. الشعب لن يسمح بانقلاب على ثورته من أيٍّ كان.
التحية للجيش واللجان الشعبية، الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، الموت للخونة والعدوان معاً، اللعنة على أنصاف الرجال، النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات