حكومة (إنقاذ) أم (خذلان)؟!
 

راسل القرشي

أنشئت حكومة ما تسمى (الإنقاذ) لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، ووضع حد للمعاناة المتزايدة على المواطنين، وضبط حركة السوق التجارية ومحاسبة تجار الأزمات والمتلاعبين بقوت المواطن.. 
هذا كان الهدف من إنشاء حكومة (الإنقاذ)، فهل يدري رئيس وأعضاء هذه الحكومة ماذا تعني (إنقاذ).. تعني يا سادة إسعاف وإنجاد وإغاثة وتخليص هذا الشعب من معاناته جراء الأزمات المتلاحقة التي تعصف به منذ أكثر من 3 سنوات، وتفاقمت أكثر بسبب العدوان والحصار..
نحن هنا نخاطب هؤلاء المنضوين تحت هذه المسماة (إنقاذ)، كونها المسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل المناطق الواقعة تحت إدارتها، والمسؤولة عن كل هذه الكوارث التي خنقت المواطن وتكاد تسوقه للموت!
فشلت هذه الحكومة المسماة (الإنقاذ) في معالجة الأوضاع التي أنشئت من أجلها، والتخفيف عن المواطنين؛ بل على العكس من ذلك تسببت في تردي الأوضاع الاقتصادية، وأسهمت في زيادة معاناة المواطنين، وذهبت تدعي حرصها على الإصلاح وتقويم الاعوجاجات القائمة إعلامياً، فيما إجراءاتها وأفعالها منافية لما تدعيه، وكأنها تعيش في دولة أخرى غير اليمن، ولا تدير المناطق المنكوبة، ولا يعني لها المواطن شيئاً..!
فشلت حكومة (الإنقاذ)، وتحولت إلى حكومة خذلان وإفناء، وبدت كأن كل هذه الأزمات الواقعة لا تعنيها من قريب ولا من بعيد.. لتبدو شريكة في تجويع وإبادة هذا الشعب مع العدوان ومرتزقته! 
نعم.. لم تعد هناك جهة حكومية تقوم بمهامها ومسؤولياتها، وتخفف عن كاهل المواطن هذه المعاناة المتزايدة التي تعصف به وتقوده للهلاك.. وبقيت تشاهد ما يحدث دون أدنى مسؤولية.. 
والغريب والعجيب أن الأجهزة الأمنية التابعة لما تسمى حكومة (الخذلان) تركت مهامها ومسؤوليتها في ضبط المتلاعبين بقوت المواطن وأسعار المشتقات النفطية ومادة الغاز وإخفائها، وذهبت تلاحق المواطن المسكين المعدم الذي اضطرته الحاجة لبيع المعونة الغذائية التي يحصل عليها شهرياً بهدف شراء أسطوانة غاز أو شراء علاج لأطفاله المرضى! 
هذا الحاصل بالفعل، وليس افتراء كما قد يقول أحدهم. وللتأكد مما نقول ما عليكم إلا الذهاب لأحد مراكز صرف المعونات الغذائية، وفي الوقت نفسه الذهاب لإحدى المحطات المغلقة أكانت لبيع مادة الغاز أو المشتقات النفطية الأخرى، وشاهدوا ماذا يحدث هنا وهناك! 
وهنا نكرر ونقول إن حكومة (الخذلان) أو ما يسمونها (الإنقاذ) مجازاً، هي المسؤولة عن تفاقم معاناة المواطنين، وهذا التلاعب بأسعار المشتقات النفطية ومادة الغاز والإخفاء لها، وهي من نحملها كامل المسؤولية عما يحدث في المناطق الواقعة تحت إدارتها، ومن يذهب لتحميل أي طرف آخر المسؤولية فهو مزايد وكاذب..!
فما الذي ينبغي على هذه الحكومة فعله إزاء ما يحدث وما تشهده العاصمة صنعاء وبقية المدن الأخرى التي تديرها؟! 
هل تستمر في بيع الكلام الفاضي والتسويق له دون حياء، أم تلجأ للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المتاجرة بمعيشة الناس وزيادة معاناتهم، وتثبت للمواطن أن هناك حكومة لا يمكن تجاوزها والقفز عليها..؟!
هل ينبغي عليها أن تستمر في توزيع الأماني وبيع الأحلام، فيما المواطن يموت في اليوم ألف مرة ومرة، أم تثبت وجودها بالنزول إلى الميدان وتحسس أوضاع الناس وأوجاعهم وآلامهم، ووضع الحلول لكل هذه الأزمات المتفاقمة، وضبط ومحاسبة مفتعليها؟! 
يا أنتم، المواطن لا يريد خطابات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يريد أفعالاً تعكس المسؤولية الوطنية التي تقومون بها.. فإما أن تنهوا هذه المتاجرة وهذا التلاعب المعتمل، أو فلتعلنوا فشلكم وعدم قدرتكم على إدارة شؤون الدولة، وتقدموا استقالتكم أشرف لكم من الاستمرار في الإساءة لأنفسكم وخذلان هذا الشعب أكثر وأكثر..!

أترك تعليقاً

التعليقات