سلام الشجعان
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا 

السلام الحقيقي الذي نحتاجه، بعد صمود 3 سنوات، وبعد التضحيات الجسام، هو سلام الشجعان، سلام يحقق أهدافنا وآمالنا وطموحاتنا، ويحافظ ويثمن ويخلد أرواح شهدائنا، ويقود بالضرورة إلى التحرر من عفونة الوصاية وتسلط الإقطاع والفساد والتحرير الكامل للأرض والإنسان واستعادة جميع الحقوق اليمنية المغتصبة.
هذا النوع من السلام هو ما حرصت عليه ثورة أيلول، وعملت دوماً على تحقيقه، ونادت به في كل المناسبات، واستندت إليه في المفاوضات السياسية والحوارات، واستمرت تؤكد عليه طوال سنوات العدوان، سلام عادل ومشرف، سلام الشجعان الذي نقبل به ويكون في مقدوره إعادة الأمن والاستقرار وإزالة الأسباب الكامنة في العدوان ونتائجه، ويعمل على استقرار الأوضاع في اليمن وعموم المنطقة.
هناك تحركات أممية هدفها استئناف عملية المفاوضات السياسية ودفع عملية السلام لإيجاد حلول سلمية، وهو ما تحتاجه اليمن لإيقاف العدوان ونزيف الدم. هل آن الأوان للأمم المتحدة أن تطلق من راحتيها حمائم السلام، وتنهي الكوارث الإنسانية والدمار والخراب في اليمن؟ نأمل ذلك؛ فتعيين مبعوث أممي جديد، مارتن غريفيث، وإعطاؤه الصلاحيات والدعم للقيام بمهامه، هو الطريق الأسلم لإعادة الحياة الطبيعية في اليمن بعد عدوان همجي ظالم استمر 3 سنوات.
عملية السلام والمفاوضات السياسية والحوارات تعثرت بسبب تعنت مملكة الشر السعودية وإصرارها على تسويات مشبوهة تقود إلى سلام وهمي وصفقات عرجاء وحل جزئي يكون تحالف العدوان هو الطرف الرابح فيه. السلام كلٌّ لا يتجزأ، والحل المؤدي إليه كلٌّ لا يتجزأ. وإذا كانت هناك شروط لتحقيقه فهي أن تتوفر في الحل سمتا العدل والشمولية.
السعودية لا تريد السلام العادل والشامل، ولم نعد بحاجة الى تقديم الأدلة على ذلك، فتصريحات قيادة تحالف الشر والعدوان تؤكد بشكل شبه يومي عزمهم الاستمرار في عدوانهم واستراتيجيتهم الخبيثة في تعطيل مسيرة السلام والمفاوضات السياسية، ومناوراتهم ومحاولاتهم الالتفاف على جميع الأطروحات الموضوعية والمنطقية. يريدون سلاماً على مقاسهم، وليس على مقاس الوقائع الميدانية والحقوق المشروعة للشعب اليمني وثورته، وتعطيل عملية السلام وإخفاقها وإرباكها، وعدم استجابتهم لوقف العدوان ورفع الحصار، إضافة إلى الضغوط التي تمارس على الحكومة (الدنبوعية) ووفودها في المفاوضات، وهوشلية المواقف والقرارات. بالمقابل هناك الموقف الحاسم للوفد الثوري المفاوض الأشد وضوحاً في مواقفه وأطروحاته، والتفريق بين الثابت والمتحول، وبين التكتيك والاستراتيجية، والرغبة الحقيقية الصادقة في أن يكون الحل شاملاً لجميع جبهات الصراع، بينما يعتمد العدوان أسلوب المراوغة والمناورة، وسياستهم الدائمة والقائمة على العدوان والإذلال. لا يريدون السلام العادل والشامل واستقرار اليمن والمنطقة بشكل عام، وغير معنيين بالسلام. كل ما يعني قيادة تحالف الشر والعدوان هو تحقيق أهداف أمريكا وضمان مصالحها في المنطقة، ومحاولة توظيف المفاوضات السياسية لتحقيق تلك الأهداف السياسية والاقتصادية، بعد فشلهم الذريع في تحقيقها عن طريق القوة العسكرية في الجبهات والمحاور وعلى الحدود.
استغلال المفاوضات السياسية لكسب الوقت لعل وعسى أن يتحقق أي مكسب عسكري في أية جبهة أو محور، رهاناتهم خاسرة لا محالة.  
لن تنعم مملكة الشر والعدوان السعودية وتحالفاتها بالأمن والاستقرار طالما هناك عدوان وظلم على الشعب اليمني. وإلى أن يكون التحالف بقيادة السعودية والإمارات مستعدين لقبول السلام وفقاً لأسسه المنطقية والموضوعية ومقاييسه العادلة والشاملة، فنحن مستمرون في صمودنا وانتصاراتنا على كل الجبهات.

أترك تعليقاً

التعليقات