بوادر حرب عالمية تنطلق من سوريا
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

التهديدات المتتالية التي أطلقها مندوبو الدول الغربية الكبرى (أميركا وبريطانيا وفرنسا) في مجلس الأمن، وبعض المسؤولين السياسيين الكبار لتلك الدول، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تدل على دخول الحالة السورية مرحلة الخطر الحقيقي، وخاصة بعد الضربات الأولية صباح السبت.
كل تلك التصريحات تعبر عن الغيظ الكبير والحقد الشديد لفشل مشروع تلك الدول في سوريا لإجهاض الدولة، وإبقاء مؤامرة الدويلات الطائفية المتشتتة والمنتشرة هناك لأطول مدى، لمصلحة الكيان الصهيوني.
كان أمل التحالف الدولي في سوريا، والمكون من أميركا وبريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الغربية وكذلك العربية مثل السعودية وقطر، كان أمله تفتيت الدولة السورية، لتشكيل دويلات طائفية كثيرة ومتعددة، واحدة باسم داعش، والأخرى للنصرة، والثالثة لجيش الإسلام، والرابعة للجيش السوري الحر، والخامسة للأكراد، إضافة للدولة المركزية في دمشق، وجعل تلك الدول تتحارب وتتقاتل لعشرات السنين، وتضعف كل دولة نفسها، وتضرب الأخرى، فتكون إسرائيل هي الدولة الرابحة والمستقرة في جو الفوضى الخلاقة التي يخطط لها الغرب وينفذها العملاء العرب بتواطؤ، وهي الخطة نفسها التي يبدو أنهم يسعون لتحقيقها في اليمن، وفي ليبيا.
في سوريا تلقت تلك الدول الغربية ضربة قوية جداً، وصفعة مؤثرة، بإفشال مشروعها الذي أنفقت فيه مليارات الدولارات، فانهارت دولة الخلافة الداعشية بداية، تحت ضربات الجيشين العراقي والسوري، وهي الدولة التي كان يحرص الغرب على إبقائها كخنجر في خاصرة الأمة الإسلامية، ثم تم طرد جبهة النصرة وحلفائها من مدينة حمص السورية المهمة، ثم تم إضعاف الجيش الحر في جنوب سوريا ووسطها، ثم حصلت الضربة الكبرى بدخول الجيش السوري إلى منطقة الغوطة المجاورة للعاصمة دمشق، والتي كانت مقر ما يسمى جيش الإسلام (السعودي) الممول من السعودية.
كل هذه الضربات القوية جعلت الغرب يدخل في حالة تشبه الهستيريا، والصياح بالصوت العالي، والتهديد بضرب سوريا وتدمير مقدراتها، واختلاق لقصة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي، مما جعل المنطقة بؤرة توتر عالمي، وتوقعات بتدخل غربي عسكري غير محسوب العواقب، بدأ بضربات صاروخية على عدة مواقع ومطارات عسكرية ولكن بدون جدوى.
ستكون دولة إسرائيل هي الخاسر الأكبر من تفجير الأوضاع في المنطقة، لأنها دولة هشة تعيش على الاستقرار الاقتصادي والعسكري، والذي سيتأثر كثيرا حين تنطلق عشرات الصواريخ باتجاه تلك الدولة إذا بدأ عدوان أميركي غربي حقيقي وفاعل على سوريا.

أترك تعليقاً

التعليقات