الشرعية المزعومة
 

أحلام عبدالكافي

أحلام عبد الكافي / لا ميديا

لقد أصبحت الشرعية المزعومة الممثلة بالدمية هادي محتجزة من قبل قوات التحالف، الأمر الذي ينهي هذه المسرحية الهزلية حين حان اللعب على المكشوف من قبل دعاة الاقتتال والاحتلال في اليمن.
رأينا وسمعنا جميعاً في وقت سابق كيف أن قوى العدوان الأمريكية والإماراتية سيطرت على آبار النفط والغاز بمحافظة شبوة، في إطار مخططات العدوان وتصعيده الأخير بهدف السيطرة على ثروات اليمن ونهبها. كما لا ننسى أن نذكّر بتكالب مملكة الشر السعودية وأطماعها في محافظة حضرموت، التي بدت واضحة من خلال زعزعة الأمن ونشر الفوضى فيها عبر الفصائل الداعشية تمهيدًا لخلق الأعذار لفصلها عن اليمن. أما أطماع إسرائيل وأمريكا في محافظة الحديدة فهي التي تتصدر الموقف اليوم بتنفيذ تلك العمليات العسكرية عبر قوات التحالف ومرتزقتهم لاحتلال مناطق الساحل الغربي. ومن جهة دويلة الإمارات ها هي تنتهك السيادة اليمنية مجددًا من خلال محاولة بسط نفوذها على الجزر اليمنية. ولعل ما يحدث اليوم من عبث واحتلال واضح لجزيرة (سقطرى) كشف أقنعة المحتلين الغزاة وأسقط مزاعم (التحرير) لعدم وجود انقلابيين في الجزيرة. وما تهجيرهم لسكان جزيرة (ميون) إلا أكبر دليل على خبث المتحالفين لإعادة تقسيم اليمن واحتلال أراضيه. 
ها هي خبايا المخطط تزداد وضوحًا بذلك التراشق الفاضح لنوايا المحتلين في وسائل إعلام العدوان عبر متحدثين تابعين لما يسمى التحالف (المحتلين) من جهة، وعبر مرتزقة ما يسمى داعمي الشرعية من (اليمنيين) من جهة أخرى، عن أن هنالك احتلالاً واضحاً للأراضي اليمنية ومحاولة نشر الفوضى والاقتتال الداخلي، وسط تبادل الاتهامات الذي ينم عن مخطط كبير يطال السيادة اليمنية.
إن استخدام مبرر إعادة الشرعية من قبل دول التحالف وعلى رأسها السعودية وأمريكا في عدوانهم على اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام، إنما ينم عن مخطط ومؤامرة خطيرة صهيونية أمريكية بأيادٍ (سعودية إماراتية)، وما كلمة (شرعية) إلا كغيرها من الألفاظ المنمقة التي يتم تداولها في وسائل إعلام العدو المختلفة لتزييف الرأي العام والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والويلات للشعب اليمني.
لقد ضجت الساحة والمنطقة بالتهويل لأهمية إعادة (شرعية) الرئيس اليمني هادي، وأن المليشيات المسلحة أو الانقلابيين قاموا بانقلاب على شرعيته وبذلك بات من الضروري مساعدة ذلك الرئيس المستغيث بدول الخليج وعلى رأسها السعودية التي دبت فيها الحمية والنخوة العربية فأعدت العدة وحشدت المرتزقة من كل حدب وصوب من أجل حماية اليمن من المد الإيراني وحماية الأمن القومي العربي حسب قولها.
نعم إنه الستار الصهيوأمريكي. و(الشرعية) المزعومة، التي حركت كل قبيح وكل خائن وكل مجرم وكل عميل وكل مرتزق... قد تكون أي شيء آخر، إلا أن تكون شرعية استقرار اليمن والحفاظ على أمنه. هي شرعية الرئيس المستقيل والفار من وجه العدالة. هي شرعية رئيس أباح دماء شعبه وخان وطنه واستدعى كل طامع وكل محتل وأباح لهم كل شبر في أرضه.
هي شرعية قتل أطفال اليمن ونسائه وكل الأبرياء والآمنين. هي شرعية قصف المنازل والحارات وسفك الدماء من أقصى شمال اليمن إلى جنوبه بدم بارد وبضوء أخضر باركته وشاركت فيه أكثر من 13 دولة، بل وصفق لها المجتمع الدولي (مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والجامعة العربية). 
نعم، إنها شرعية تدمير الأمة العربية والإسلامية، ابتداءً من تحالفهم في خراب اليمن وتدمير مؤسساته الاقتصادية منها والتاريخية والحضارية والإعلامية، وشرعية تدمير البنية التحتية من المصانع والمدارس والطرق والجسور والاتصالات، بل شرعية قصف دار المكفوفين والمقابر وقصف الأحياء والأموات وكل شيء يمني على الأرض اليمنية.
هي الشرعية التي ستقسم اليمن إلى دويلات وأقاليم متناحرة. وهي شرعية القاعدة وداعش أدوات الاحتلال. فما نراه من توافد الجيوش المستأجرة الى اليمن هو خير دليل على خبث المخطط وزيف الادعاء. نعم، هي شرعية أعداء الأمة والإسلام والعروبة ليمعنوا في القتل والتدمير وتمزيق جسد هذه الأمة، بتمويل وتنفيذ خليجي.
إلا أن شرعية الله هي الأقوى في تنفيذ سننه الإلهية لنصرة الحق وأهله. هي شرعية المستضعفين، وشرعية الرجال الأبطال، وشرعية البقاء لكل منصف متمسك بحبل الله المتين. وما النصر إلا من عند الله، ولا نامت أعين الجبناء والخونة والمعتدين.

أترك تعليقاً

التعليقات