محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

في الأسبوع الماضي قامت القوة الصاروخية اليمنية بإطلاق مجموعة من الصواريخ الباليستية اليمنية طويلة المدى باتجاه العاصمة السعودية الرياض، وهي الأولى من نوعها منذ استشهاد الرئيس اليمني صالح الصماد.
تلك الضربات كانت مهمة جداً في توقيتها وأهدافها للأسباب التالية:
1ـ أنها تعتبر الرد الأول على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الصماد، فمنذ اغتياله الآثم في الشهر الماضي عن طريق ضربة بطائرة بدون طيار في مدينة الحديدة، انتظر اليمنيون وغيرهم بفارغ الصبر بداية الرد الانتقامي اليمني، والذي بدأ بتلك الضربة غير المسبوقة.
2ـ من أهمية هذه الضربة أنها غير مسبوقة في تعدد الصواريخ الباليستية التي تطلق في نفس الوقت باتجاه الرياض، فقد جرت العادة أن يتم إطلاق صاروخ واحد بعد كل فترة، ولكن إطلاق عدة صواريخ يدل على أمور متعددة، من أبرزها امتلاك اليمنيين عدة منصات إطلاق هذه الصواريخ العملاقة بعيدة المدى، والتي كان يظن العدو في مرحلة سابقة أنها منصة إطلاق واحدة لا غير، وكان يحاول تدميرها بكل وسيلة، وقد أعلن في بداية الحرب ضد اليمن أنه دمرها، وفي هذا المجال نتذكر أن الناطق باسم العدوان السعودي كان قد أعلن استغرابه قبل سنة من إطلاق 3 صواريخ متوسطة المدى على جيزان وعسير حينها، وقال في أحد المؤتمرات الصحفية (إن وجود عدة منصات صواريخ متوسطة المدى أمر جديد في اليمن، ويدل على أنها وصلت حديثاً من إيران، حيث لم يكن اليمنيون يملكون غير منصة واحدة إلى وقت قريب). ولا ندري الآن كيف سيكون موقف السعوديين وحلفائهم بعد إطلاق عدة صواريخ باليستية طويلة المدى للرياض في نفس الوقت، ولا شك أن هذا الأمر سيثير فزع العسكريين السعوديين وحلفائهم من الأمريكيين، وسيعرفون أن الأمر أمسى أكثر خطورة من ذي قبل بدون مقارنة. 
3ـ ومن أهمية إطلاق هذه الصواريخ في هذا الوقت أنها جاءت بعد إعلان الأمريكيين أنهم يحتفظون بقوات في الحدود السعودية تقوم بمساعدة جيش العدو السعودي على تحديد مواقع إطلاق الصواريخ اليمنية، واستهدافها وضربها لإنهاء القوة الصاروخية اليمنية، وإنهاء التهديد ضد المواقع المستهدفة في الرياض وغيرها، وهذا الإطلاق ومن عدة منصات (وربما من عدة مواقع) يعتبر تحدياً لأمريكا ولخبرائها، وإحراجاً لها أمام العالم، وتحجيماً لقدراتها التي تحاول التبجح بها بين الفينة والأخرى.
4ـ ومن أهمية هذه الضربة الصاروخية اليمنية أنها استهدفت مواقع اقتصادية هذه المرة، وليست قصوراً ملكية أو مطار الرياض، وأهمها هو ما تم الإعلان عنه في بيان الضربة، وهو الميناء الجاف في جنوب المدينة، والذي يتم فيه تجميع كل الكاونترات والحاويات الخاصة بالبضائع التي تصل عبر البحر إلى مدينة الدمام الساحلية في الخليج العربي، ويتم نقلها بالسكة الحديدية إلى الرياض للتجميع في هذا الميناء الجاف، وهو عبارة عن مساحة أرض واسعة تحتوي مخازن وأحواشاً كبيرة يتم تجميع تلك الكاونترات والحاويات فيها، حتى تأتي الجهات المالكة الحكومية أو التجارية لأخذها بعد دفع الرسوم، واستهداف هذا المكان هو استهداف اقتصادي ممتاز.
هذه بعض جوانب أهمية تلك الضربات الصاروخية اليمنية، والتي نظن أن بعضها ستتفاقم مع الأيام بمشيئة الله.

أترك تعليقاً

التعليقات