عقيق
 

مهدي علواني المشولي

مثلما تقاوم أشجار الصبار هجير صحارينا وتنمو نباتاتها  وتزهر  من بين أشواكها وروداً ورياحين، كذلك نحن نقاوم وننتصر..!
ومثلما تورق كروم حدائقنا وتينع روابينا اخضراراً وتجود مواسم المحبة فينا قمحاً وسنابل، كذلك نحن نجتلي غيوث مواسم انتصاراتنا ونكللها بتاج عشق الحياة وديمومة التناسل..!
نحن ملح هذه الأرض وسادة عشاقها.. من معادنها انصهرنا.. ومن جمال طبيعتها وقساوة تضاريسها حبلت طبائعنا وتأثثت هويتنا اليمانية..!
((نغتلي نبكي على من سقطوا..
إنما نمضي لإتمام المجال.
دمعنا يهمي على أوتارنا..
ونغني للأماني بانفعال.))
لنا جمال أفرا ح وأحزان قصائدنا وحكمة ونبوءات شعرائنا من امرئ القيس الضلّيل والمتنبي الشاعر إلى البردوني الرائي.. وفي كل حرف ينبض مسارنا الإنساني وألق مسيرتنا وتاريخ مجد شموخها.. وفي كل سيرة عطرة تعبق نفحات مسمياتنا وتغني بين جنباتها نفحات روح يمانيتنا الرائعة..!
سير بطولات وانتصارات وشجاعة ورقة وصلابة هذه الأرض وهذا الشعب تحكيها الأساطير كحقيقة.. وحقيقة الواقع الآن تكتب وقائعها بدم جند وثوار أيلول وشباب الوطن الميامين..! 
تروي تفاصيل صورها شواهد الأرض وتضاريسها وأمكنتها وأبطالها..  من أقصى جنوب القلب والأرض إلى أقصى شمال شماله..!
صور الشاب الفدائي ((حافي القدمين)) وهو يرمي بقنبلته على أحد مواقع تحصينات العدو في أعالي جبال ((عسير)) كصقر يماني شموخاً وعلواً وفي مقلتيه يشع فرح النصر باستعادة أرضه المسلوبة..!
صورة أخرى لشاب جريح في أعالي الجبال جنوباً وهو يحمل بجوار سلاحه كتب مقرر امتحان الثانوية العامة لهذا العام الدراسي..!
وبين تلك الصورة شمالاً وبين الصورة الأخرى جنوباً ترتسم صور البطولات على كامل تراب الوطن وفي كل صورة نقرأ ملامح وطن صامد وشموخ ثوري وتفاصيل صمود أسطوري.

mash3667@gmail.com

أترك تعليقاً

التعليقات