إعلامنا الحربي
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا

تزعجنا كل يوم وسائل إعلام العدوان بالحديث عن قتلها للآلاف من (مليشيا الحوثي)، والتي تقصد بها المجاهدين من أفراد اللجان الشعبية، ولكن (الحجرة) التي تعترض كل ادعاءات العدوان هي عدسات المجاهدين في الإعلام الحربي، الذين يرافقون مقاتلي اللجان الشعبية في كل الجبهات. ولفهم حقيقة ما تدعيه وسائل إعلام العدوان سأشرح لكم تفصيلاً من هي لجاننا الشعبية، وما أهمية إعلامنا الحربي.
اللجان الشعبية هي قوات عسكرية رديفة للجيش اليمني، وتعمل معه جنباً إلى جنب، تشكلت بظرف طارئ، من كافة أطياف المجتمع اليمني، كقوة شعبية ثورية خلال ثورة الـ21 من أيلول، قبل أن تتحول إلى قوات جماهيرية ضاربة لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي الذي اخترق الأجواء اليمنية، واستباح عدداً من المدن والمناطق اليمنية.
برغم الانتصارات الكبيرة التي حققتها اللجان الشعبية في مواجهة العناصر التكفيرية في عمران، وإسقاطها لمراكز السيطرة والنفوذ في صنعاء، ودحرها للقوى الإرهابية التي كانت تدير جماعات القاعدة من معسكر الفرقة الأولى مدرع وما كان يعرف بجامعة الإيمان، وتحركها إلى الحدود للرد على السعودية بعد 40 يوماً من عدوانها ومجازرها بحق المدنيين، إلا أنها جوبهت بهجمات إعلامية كبيرة محلية وعربية ودولية، حيث وصفها الموالون للعدوان بأنها مليشيات إرهابية، وصنفتها وسائل الإعلام الخليجية بالمليشيات الإيرانية، أما الأمريكيون من خلال مركزهم الاستخباراتي الشهير (كارنيغي) فقالوا إن اللجان الشعبية في اليمن تمارس دور الأمن والجيش، وتؤثّر سلباً على القوات الأمنية والعسكرية الرسمية.
أمام كل هذه الاتهامات وعقب العمليات العسكرية التي قادتها اللجان الشعبية في الحدود السعودية، تشكل الإعلام الحربي لكشف الحقيقة ودحض الشائعات والتضليل الإعلامي الذي مارسته الماكينة الإعلامية الكبيرة لدول العدوان، وبشكل طوعي تحرك مجموعة من الإعلاميين المجاهدين لمرافقة الجيش واللجان في جبهات القتال، وببسالة عالية واجه المتطوعون إرهاب الفضائيات المعادية، ومن خلال المشاهد التي نقلتها عدساتهم شاهد العالم بطولات أسطورية للمقاتلين اليمنيين أمام جيوش "فرارة" تغادر مواقعها وتترك خلفها كل ما تملك من سلاح ومعدات.
مع توسع جبهات القتال وانتشار عدسات الإعلام الحربي على امتداد تلك الجبهات، تم توثيق انتصارات وتضحيات عظيمة لأبطال اللجان الشعبية وهم يخترقون مواقع العدو المحصنة، ويسقطونها واحداً تلو الآخر، حتى أصبحت مشاهد الإعلام الحربي هي المصدر الرسمي لعشرات الصحف والمواقع والفضائيات العربية والعالمية.
مشاهد كثيرة لو لم تنقلها عدسات الإعلام الحربي لما استوعبها بشر ولن يصدقها العالم، وكان سيعتبرها خيالاً من وحي هوليوود، وبفضل تقدم الإعلاميين المجاهدين إلى خطوط النار، ومخاطرتهم بحياتهم تحت القصف والغارات، هُزم العدو بسلاح الكاميرات قبل سلاح الحديد، فالسعودية تخشى عدسة الكاميرا أكثر من خوفها من سقوط مواقعها وجنودها ومرتزقتها. لا مشكلة لدى السعودية أن تتهاوى مواقعها، ولا مشكلة لديها في أن يقتل جنودها وتنكسر زحوفاتها، مشكلتها الأكبر هي أن يشاهد المواطنون السعوديون هذه الخسائر، وانكشاف ضعفها أمام المقاتل اليمني للعالم، ولهذا استهدفت طائرات العدوان الكثير من مصوري الإعلام الحربي، واستشهد العشرات منهم في مختلف الجبهات، آخرهم الإعلامي عبد الرحمن المطهر، ابن محافظة ذمار الذي ملأ شاشات القنوات بتوثيقه لمعارك الساحل الغربي منذ بدايتها، ونقل بعدسة كاميرته انتصارات الجيش واللجان الشعبية، وإحراق أبطالنا للآليات العسكرية الإماراتية والأمريكية، حتى لقي ربه شهيداً الأسبوع المنصرم، في جبهة الساحل الغربي، وحاملاً سلاح الكاميرا. ولم تكلف وزارة الإعلام نفسها حتى إصدار بيان نعي في استشهاده خلال تأديته لواجبه الجهادي والوطني. 
وعلى الرغم من احتضان وزارة الدفاع لعناصر اللجان الشعبية واستيعابهم في صفوفها ومعسكرات تدريبها، إلا أن جنود الإعلام الحربي لا يزالون خارج حسابات الإعلام الحكومي والتوجيه المعنوي، مع العلم أنهم الإعلام الناطق في زمن الإعلام الرسمي الصامت والهزاز.
يحتاج الإعلام الحربي لاهتمام حكومي ورسمي جاد لمواجهة إعلام العدو، الذي نعرف جميعاً أنه مرتبط بدول كبرى تموله بملايين الدولارات يومياً لتشويه صورة الجيش واللجان الشعبية ورفع معنويات مقاتلي التحالف ومرتزقته وخلق رأي عالمي مضاد. كما يحتاج إعلامنا الحربي إلى افتتاح مكاتب علاقات خارجية في عدد من الدول العربية والأوروبية، لتفعيل العلاقات الخارجية والتواصل مع المؤسسات الإعلامية والصحفيين خارج اليمن.



أترك تعليقاً

التعليقات