عبد الإله محمد حجر

عبد الإله محمد حجر / لا ميديا

كنت وعدت في مقالتي الأولى، التي ركزت فيها على دحض الدعاوى والأكاذيب حول المخفيين قسرياً، بكشف الحقائق حول جولات مفاوضات السلام اليمنية، وقد خصصت في مقالتي الثانية لتسجيل خفايا دهاليز الجولة الأولى للمفاوضات في جنيف، وبداية من هذا المقال الثالث سأقوم بسرد وتوضيح أهم ما حدث في الجولة الثانية، والتي عقدت بالتحديد في منشأة أولمبية خاصة في قرية ماكولين الواقعة في مدينة بييل السويسرية، في 15 ديسمبر 2015.
تميزت هذه الجولة بعدة أمور، أهمها الإعلان عن هدنة أعلنها هادي - الرئيس المستقيل والمنتهية أيضاً ولايته - لمدة 7 أيام بدأت قبل ساعة من عقد الجلسة الأولى، والتي اجتمع فيها ولأول مرة الوفدان اليمنيان المتفاوضان على طاولة التفاوض وجهاً لوجه؛ بوجود ممثلي الأمم المتحدة، وكانت قد تغيرت تشكيلة الوفدين عن تلك التي كانت في جولة جنيف بتحديد 8 أعضاء لكل وفد و4 مستشارين، ولغرض التوثيق أوضح أدناه أسماء كلا الوفدين:
أولاً: أعضاء الوفد الوطني القادم من صنعاء: عارف الزوكا، محمد عبدالسلام، ياسر العواضي، مهدي المشاط، د. أبوبكر القربي، حميد عاصم، فائقة السيد، سليم المغلس.
المستشارون: يحيى دويد، ناصر باقزقوز، خالد الديني، عبد الإله حجر.
ثانياً: أعضاء الوفد اليمني القادم من الرياض: عبدالملك المخلافي، عبدالعزيز جباري، محمد السعدي، أحمد بن دغر، خالد باجنيد، ياسين مكاوي، محمد العامري، عز الدين الأصبحي.
المستشارون: شائع محسن، نهال العولقي، عبدالله العليمي، معين عبد الملك.
ألقى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد كلمة افتتاحية ركز فيها على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل والخروج بإطار عام لاتفاق شامل يحقق هدف إنهاء النزاع المسلح وإعادة البلاد إلى مسار سياسي سلمي منظم وفقاً لقرار 2216 وقرارات أخرى ذات صلة، كما حث الطرفين على توفير الخدمات الأساسية الملحة للشعب اليمني، وطالب باتخاذ تدابير بناء الثقة بإطلاق سراح المسجونين.
وتحدث عبد الملك المخلافي رئيس الوفد اليمني القادم من الرياض، قائلاً إنهم أتوا إلى المفاوضات من أجل السلام ولتجنب الوضع المأساوي في اليمن، وأنهم سيعملون بكل جد لنجاح المشاورات، معتبراً أن هذه فرصة مناسبة لإنقاذ الشعب من الحصار من صعدة إلى المهرة بما فيها تعز، وإطلاق سراح المعتقلين الصبيحي وآخرين.
وتحدث كل من عارف الزوكا ومحمد عبد السلام عن الوفد اليمني القادم من صنعاء، معبرين عن الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، حيث لا يوجد أطراف أجنبية تقاتل مع الجيش واللجان الشعبية.. وأكدا الرغبة في وقف إطلاق نار شامل وعدم الاستقواء بالخارج.. مركزين على أهمية العودة إلى الحوار السياسي من حيث انتهى، ومواجهة سيطرة العناصر الإرهابية على مدن يمنية، وإزالة معوقات وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، بالإضافة إلى وقف الإعلام التحريضي.
وعقب الجلسة الافتتاحية اقترح المبعوث الأممي أن تتضمن المباحثات 3 عناصر لبناء ثقة، وهي إطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات وتقوية الاقتصاد، ووقف كل أشكال التحريض ووقف إطلاق النار.
وعلق الوفد الوطني القادم من صنعاء على ذلك بأن جدول الأعمال يجب أن يكون البند الأول فيه؛ الوقف الدائم والشامل لإطلاق النار. وفي ظل ذلك يمكن تبادل المعلومات حول قوائم المعتقلين من الجانبين واتخاذ خطوات عملية لإطلاق سراحهم.
وبناءً على ما تقدم؛ وبموافقة الطرفين، تقرر تشكيل لجنة عسكرية من خبيرين عسكريين من كل طرف، إلى جانب خبير من الأمم المتحدة، بغرض تعزيز وقف إطلاق النار للوصول إلى وقف دائم وشامل.
عقب ذلك، خصصت الجلسة التالية لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن، وقدم الخبير الدولي عامر الداودي العامل في مكتب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة في نيويورك، تقريراً وصف فيه الحالة الإنسانية بأنها شديدة الصعوبة، حيث الملايين في حالة خوف وعناء لتوفير القوت اليومي، حيث لا تتوفر المواد الأساسية وانهارت الخدمات ودمرت البنية التحتية وانهار القطاع الصحي بشكل تام، وأدى القصف العشوائي إلى قتل وجرح وتهجير الآلاف، وتوقفت الحركة التجارية بسبب عدم السماح للسفن بدخول الموانئ البحرية، وعدم تمكن التجار من الاستيراد.. وشكا من صعوبة دخول ووصول المساعدات لجميع أنحاء اليمن، وخاصة مدينة تعز، مشيراً إلى وجود جماعات إرهابية تعطل وصول المساعدات.
 (*) عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

أترك تعليقاً

التعليقات