مشاريع «إمارات الخير» الضخمة!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

منذ أن سيطرت قوى الاحتلال على المحافظات اليمنية التي تسمى (محررة)، تم تنفيذ العديد من المشاريع (الاستراتيجية الضخمة) التي كانت تلك القوى قد وعدت بها..!
لقد ترجمت قوى الاحتلال وعودها التي قطعتها على ما تسمى (الشرعية) من جهة والشعب اليمني من جهة ثانية، على الواقع المعيش بكل الصدق والمسؤولية، وعملت على تحسين الوضع الخدماتي والمعيشي حتى أصبح المواطن يسبح بحمد قوى الاحتلال صباحاً ومساء، ولا يذكرها إلا بكل خير.
مشاريع (استراتيجية ضخمة) لم يكن الشعب اليمني يحلم بتحقيقها أو يلمسها حيثما يذهب، حتى إن المواطن لم يعد يشكو من انطفاءات الكهرباء وانقطاع المياه ولا من غلاء ولا تضخم ولا من فساد وسرقات، ولا يشكو من عدم صرف المرتبات ولا من طرقات خربانة ولا من سوء الخدمات الصحية..؛ وكل شيء أصبح مفروشاً بالورود..
نعم.. لقد حولت تلك المشاريع (الاستراتيجية الضخمة) اليمن واليمنيين في تلك المناطق التي تسيطر عليها قوى الاحتلال، إلى جنة، وأصبحت الحياة المعيشية فيها شبيهة بما هو حاصل في ماليزيا واليابان وغيرهما من الدول المتقدمة والكبرى، وأصبح اليمنيون جميعاً يحلمون بالانتقال إلى تلك المناطق للعيش فيها ومشاركة أبنائها تلك الحياة الجديدة التي ارتسمت على وجوههم..!
تم تنفيذ تلك المشاريع الضخمة تحت يافطة (الهلال الأحمر الإماراتي)، وتمثلت أعظم تلك المشاريع المنجزة والتي لاقت استحساناً وتفاعلاً وشكراً و(تكبيراً) في عموم شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشارع اليمني خاصة في تلك المحافظات (المحررة).. تمثلت بتنظيم مسابقة نقش الحناء في محافظة أبين، ومشروع آخر أكثر أهمية حول كيفية نتف الإبط بطريقة سهلة..!
(الهلال الأحمر الإماراتي) هو من يتولى تنفيذ تلك المشاريع (الضخمة)، والتي كان قد بدأها بالمشروع الاستراتيجي الذي تمثل بإعادة دهان جدران المدارس والمصالح الخدماتية بأعلام الإمارات وصور شيوخها وأمرائها وعبارات (شكراً إمارات الخير) في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية.. واختتمتها بالمشروع الأكبر (تنظيم مسابقة نقش الحناء) في أبين، وهو المشروع الذي تم فيه استغلال الأسر الفقيرة، وانعكس بعبارات تمجد الإمارات على أيدي أطفال تلك الأسر مقابل مبالغ مالية تم توزيعها عليهم..!
مشاريع ضخمة استطاعت من خلالها (إمارات الخير) تحويل المناطق (المحررة) التي تسيطر عليها وتمكنت من فرض سطوتها وهيمنتها على مقدراتها، إلى مناطق سياحية واقتصادية تضاهي دبي وأبوظبي والشارقة وغيرها من العواصم والمدن العالمية..!
هكذا جاءت الإمارات وبقية قوى العدوان التي جلبها (هادي) المنتهية شرعيته وبقية طابور الزفة الذين اصطفوا خلفه في طابور الخيانة والعمالة والارتزاق، لتنفذ هذه (المشاريع الاستراتيجية الضخمة) في المناطق التي تمكنت من احتلالها والسيطرة عليها.. وذهبت تروج لها إعلامياً وتتباهى بها دون حياء أو خجل..!
لقد فرضت ما تسمى (إمارات الخير) سيطرتها على الموانئ والمطارات اليمنية والجزر الاستراتيجية لتغدق على اليمنيين بتنفيذ هذه المشاريع (الضخمة) التي لاقت ترحيباً كبيراً من هادي وحكومته، وذهبوا يروجون لها إعلامياً كترجمة فعلية لما وعدت به اليمنيين من عيش رغيد وحياة كريمة..!
وهكذا أصبحت المناطق (المحررة) في أيدٍ أمينة، وأصبح الخير يعم عليها من كل اتجاه.. وظهر (هادي) منتشياً ومنتفخ الأوداج كالديك الرومى في ليلة عيد الميلاد، يشاهد تلك المشاريع الضخمة، وقد أصبحت واقعاً يلمسها المواطن بكل سهولة ودون عناء أو تعب، ويقول (شكراً إمارات الخير)..!

أترك تعليقاً

التعليقات