استهداف المدنيين في الحديدة
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم / لا ميديا

تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها العدوان في الحديدة، الأسبوع الماضي، واستهدفت مستشفى الثورة وسوق السمك، وسقط فيها أكثر من 50 شهيداً وأكثر من 100 جريح، هي واحدة من أكبر جرائم الاستهداف للمدنيين في السنة الأخيرة.
سوق السمك مكان عام يرتاده المئات من الناس في كل ساعة، ويسميه أهل الحديدة (المحوات) نسبة إلى الحوت، ومن الغريب جداً استهداف هذا المكان بدون سبب.
والمكان الآخر المستهدف في مستشفى الثورة (المجاور لسوق السمك)، هو بوابة المستشفى، والتي يتواجد فيها عدد من الجنود، إضافة لعشرات المواطنين والباعة المتجولين والمحلات التجارية والصيدليات، ولعل المستهدف فيها هو الجنود في حراسة بوابة المستشفى.
يبدو لي أن خلف هذا الأمر أحد سبببين:
إما أن يكون السبب هو تنفيس شحنة الغيظ الكبيرة والهائلة التي أصابت السعوديين والإماراتيين بسبب خسارة معركة مدينة الحديدة، وبسبب ضرب الطيران الجوي المسير لمطار أبوظبي الدولي، ولخزانات شركة أرامكو في الرياض.
فلم يجد السعوديون تنفيساً لغيظهم إلا باستهداف متعمد للمدنيين في تلك المناطق، لمحاولة إغاظة اليمنيين والانتقام منهم –من جهة- ولمحاولة تهجير أكبر عدد ممكن من أهل مدينة الحديدة من جهة أخرى، لمحاولة هجوم آخر إذا أتيحت لهم الفرصة لاحقاً.
وإما أن يكون خلف الضربة طيران دولة أخرى غير السعودية والإمارات، من الدول المشاركة في تحالف العدوان على اليمن، والتي يهمها استمرار توريط تلك الدول في حرب استنزافية طويلة تؤدي لتدميرها، وتؤدي كذلك لحاجتها الدائمة لشراء السلاح الأمريكي بكميات كبيرة تربح منها مصانع السلاح الغربية مبالغ طائلة.
تلك الدولة قد تكون إسرائيل بطائراتها بشكل مباشر، أو الولايات المتحدة عن طريق الفريق المشارك في غرفة العمليات، والذي يعطي مثل هذه الإحداثيات للطائرات السعودية لتضرب مواقع مدنية تجعل الحرب تستعر وتستمر، ويحتاج السعوديون لشراء السلاح الأمريكي بسببها.
وفي جميع الحالات فإن المسؤول أمام الشعب اليمني هو نظام بني سعود في نجد، فهو الذي بدأ العدوان ضد اليمن، وفي أرضه تقع غرفة العمليات، ومن مطاراته وقواعده العسكرية تنطلق الطائرات التي تضرب المواقع المدنية والعسكرية في اليمن.
وكل الضربات التي حصلت في الحديدة أو صنعاء أو صعدة أو تعز أو أية محافظة يمنية، فإن المسؤول الأول عنها هو نظام بني سعود، والجيش السعودي، قبل أية جهة أخرى، ويجب الانتقام منه أولاً.
أما الحملة المرافقة لتلك الضربات التي حصلت الأسبوع الماضي في الحديدة، والتي قام بها عدد من الإعلاميين والناشطين الموالين للعدوان، وحاولوا أن ينفوا أن تكون الضربات جوية سعودية أو إماراتية، فإنما هي شنشنة نعرفها من أخزم، مثلما يقول المثل العربي، الذي يضربونه لكل كذاب يطلق كلاماً يعرف الناس أنه غير صادق فيه.

أترك تعليقاً

التعليقات