السلام الكاذب
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي

لليمن موقف واضح وصريح من اتفاقيات وأسس السلام العادل والشامل والمشرف، والمنسجم كل الانسجام مع الحق ومبادئ الأمم المتحدة، بينما تحالف العدوان الأممي الظالم مازال يراهن قولاً وفعلاً للحيلولة دون انطلاق عملية السلام باتجاه بحث المسائل الجوهرية التي تتضمنها تلك المبادئ. يعتقدون أنهم يستطيعون إخضاعنا للابتزاز والمماطلة بالسلام الكاذب واللجوء إلى العنف والمجازر الدموية الشنيعة، والكوارث الاقتصادية، والتدمير المتعمد والعبث بكل ما هو إنساني، وترويع السكان الآمنين ونشر الذعر والخوف في صفوفهم لحملنا على الرضوخ لمطالبهم، وهم بذلك واهمون ولا يعرفون جيداً الشعب اليمني وتاريخه في النضال والصمود والمقاومة. أي سلام هذا الذي يدعوننا إليه، والذي يحمل في طياته وتاريخه مئات الآلاف من الشهداء والمنكوبين والضحايا؟! أي نوايا تلك وأي سلام هذا وأنتم تحافظون على المسافات التي تؤمن عدوانكم، وتعمل على تغييبنا عن الحياة بالقصف والحصار الاقتصادي والموت البطيء بتدميرنا في زحمة النوايا الكاذبة والمتكاثرة عمداً واعتماداً على المنافقين الذين يصنعون الوثائق والخرائط المثقوبة والملدوغة بألف قطرة وقطرة سم، وأمام العالم تكتظ اكتظاظاً أيامنا بالدمار والحصار والجوع والاستراتيجيات القاتلة والقادمة بالإحباطات، وبتلك الوعود الفارغة والسمجة، يحاولون أن يستروا عوراتهم بالسلام الكاذب؟!
المخطط الأمريكي لن يستر عرى أزمنتكم، وحقدكم، وحقارتكم، تحت تسميات وعناوين متعددة، وتجزئة مسار المفاوضات والمشاورات ومباحثات السلام وتحويلها إلى حلقات منفصلة عن بعضها البعض، والتخلص من استحقاقات السلام العادل والشامل القائم على إيقاف العدوان ورفع الحصار وإعادة جميع الأراضي اليمنية المنهوبة والمسلوبة ظلماً وعدواناً. هي مطالبنا المحقة، ولا بد من تحقيقها والخضوع لها شاءت السعودية أم أبت، فلليمن الدور والدور الأساسي في الحل والربط بخصوص أوضاع المنطقة وقضية الصراع وكل ما يتفرع عنها من عقد ومشاكل. وهذا الدور لليمن لم ينشأ من فراغ، بل هو ضارب جذوره في أعماق التاريخ، وتمليه اعتبارات  شتى، ليس أقلها موقع اليمن الجيوستراتيجي في المنطقة  وحقوقها التاريخية والجغرافية في نجران وجيزان وعسير كجزء لا يتجزأ من ترابها الوطني  ومصالحها الوطنية التي تقوم على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي والحق المطلق في التصرف بثرواتها الوطنية ومنافذها البحرية، بينما تاريخ مملكة الشر السعودية تاريخ دموي متواصل من العدوان والتصادم ورغبات الاحتواء. مطالبنا هي الحق (وجود متكافئ ومتوازن، وسلام عادل)، ومع ذلك يمضي تحالف العدوان الهمجي دون خجل أو وجل وتحت سمع وبصر العالم وبمشاركة فعلية من الهيئات والمؤسسات الدولية بطرح ذلك الوهم والسلام الكاذب بهدف استهلاك الوقت لتدمير شعب بكامله. ما الذي يمكن أن يبعث في أرواحكم نبضة واحدة من نبضات الحياة الكريمة والشريفة؟! أهناك ما يكفي من المال حقاً لمقايضة هذا الخزي، وذلك العار، ليمحو صفتكم كمجرمي حرب وقتلة وسفاكي دماء؟! أنتم الجرح المتقيح في الجسد العربي، الذي يفاجئنا دائماً باتساعه وباستمرار عفونته، مذلون ومهانون وتحت أقدام استعمار ونظام دموي عالمي متوحش تنصاعون للغرائز الدنيئة وتنساقون إلى الأوكار القذرة، كتب عليكم أن تبقوا مدمني الذل مطأطئي الرؤوس، مكرسحين، ممزقين، متخلعين مثل نتوءات تثير الاشمئزاز، حياتكم تحولت إلى رهان من رهانات الاستعمار حيث يشاء يضعكم... كم هي مخجلة  حقيقتيكم! ومع ذلك نحن على يقين بأن كل تلك الإهانات لن تهزكم، لأنكم فاقدو الضمير والكرامة.

أترك تعليقاً

التعليقات