خفايا دهاليز مفاوضات السلام 7
 

عبد الإله محمد حجر

حقائق عن جولة مفاوضات الكويت
السفير عبد الإله محمد حجر

بحسب ما ذكرته في مقالات سابقة حول مشاورات بييل في سويسرا والتي انتهت في 19 ديسمبر، كان من المفترض أن تستأنف في 14 يناير 2016، ولكن التصعيد العسكري لدول التحالف الذي تقوده السعودية وعدم امتثالها لمناشدات وقف إطلاق النار من قبل مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة حال دون انعقاد الجولة في موعدها المتفق عليه، وأصدر راجح بادي، المتحدث الرسمي لما يسمى الحكومة المتواجدة في الرياض، بياناً في 20 يناير 2016 أعلن فيه تأجيل المفاوضات إلى أجل غير مسمى، في حين أصدر الأمين العام للأمم المتحدة عدة بيانات تعبر عن القلق تجاه تصعيد الغارات الجوية لدول التحالف، وخاصة على المناطق السكنية والمباني المدنية في صنعاء، بما في ذلك الغرفة التجارية وصالة أفراح ومركز المكفوفين، وكذلك استخدام ذخائر عنقودية في الهجمات على صنعاء يوم 6 يناير 2016.
وقام المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بزيارات إلى صنعاء والرياض للقاء الوفدين في شهري يناير ومارس، في محاولة منه لاستئناف المفاوضات، وتم اتفاق الطرفين على ذلك وعلى أن تعقد في 18 أبريل 2016 بعد اشتراط تنفيذ وقف شامل لإطلاق للنار في 12 أبريل بموجب اتفاق وقع عليه الطرفان. ووافق الطرف الوطني على تلبية الدعوة الكريمة لأمير الكويت باستضافة بلاده للمفاوضات، رغم كون بلاده عضواً في التحالف، بعد أن لمس جدية رغبة الكويت في تحقيق السلام وتاريخ علاقاتها المتميزة مع اليمن وشعبها وتأكيد الأمير أن قواته داخل الأراضي السعودية لا تشارك في العمليات العسكرية. وقد خُصص قصر الحكم المسمى" قصر بيان" مقراً لإقامة الوفدين وكذلك مقراً للمفاوضات، حيث لا يسمح لأحد بدخوله، وتوفرت فيه أفضل الوسائل لضمان أمن وراحة المتفاوضين وتسهيل أعمالهم.
ونظراً لعدم امتثال التحالف بقيادة السعودية لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمراره في الغارات الجوية والزحوفات البرية، رفض الوفد الوطني مغادرة صنعاء إلى الكويت في الموعد المحدد إلا بعد احترام وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وبعد محاولات دولية عديدة وحثيثة مطالبة بمشاركة الوفد الوطني، وبعد تقديم ضمانات من سفراء الدول الـ18 بالضغط على التحالف للالتزام بوقف إطلاق النار، غادر الوفد صنعاء وبدأت المشاورات في 21 أبريل في "قصر بيان"، واستمرت إلى 24 يونيو 2016. 

تشكيلة الوفدين 
لم يحدث تغيير جوهري في تشكيلة الوفدين عما كانت عليه جولة بييل التي عقدت في سويسرا، سوى غياب أحمد بن دغر وعز الدين الأصبحي من الوفد اليمني القادم من الرياض، وانضمام كل من عثمان مجلي وميرفت مجلي وسالم الخنبشي، بينما شهد الوفد الوطني انضمام الإخوة حمزة الحوثي وعائض الشميري وعبد القادر المرتضى وعبدالله أبو حورية. 
تميزت هذه الجولة بطول الفترة، حيث استمرت 65 يوماً، وكان من الممكن لها الاستمرار، حيث بدأت تتبلور مقترحات مكتوبة كان لها أن تكون مشروع اتفاق شامل يحقق السلام؛ غير أن المبعوث الأممي -وكما يبدو بإيعاز من السلطات السعودية- عمل على إنهاء المشاورات بذريعة قرب عيد الفطر وشريطة العودة لاستكمال المشاورات في موعد لاحق. 
(*) عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية.

أترك تعليقاً

التعليقات