هكذا يفضحون أنفسهم!
 

راسل القرشي

راسل القرشي

كل ردود الأفعال التي أثارت المجتمع الدولي جراء اختفاء جمال خاشقجي، لم نسمعها من أي نظام غربي في إطار العدوان الغاشم على اليمن الذي قتل الأطفال والنساء والمدنيين اليمنيين، ودمر كل شيء في البلاد منذ قرابة 4 أعوام..
أنظمة العالم الغربي كلها، وبسبب اختفاء خاشقجي، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها.. وذهبوا يتباكون على انتهاكات النظام السعودي لحقوق الإنسان، ومصادرة الحريات، واستخدامه العنف ضد معارضيه.. فيما ارتكاب هذا النظام لمئات الجرائم وانتهاكاته لكل القوانين الدولية الإنسانية وقتله لعشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، وتدمير البنية الخدمية التحتية من مستشفيات ومدارس واستهداف آبار المياه وشبكات الكهرباء، لا يعني لهذا العالم شيئاً..!
عالم تسيّره مصالحه ليس إلا، فيما القيم والقوانين الدولية الإنسانية، وفي مقدمتها حقوق الإنسان والحريات، ليست سوى ظاهرة صوتية سرعان ما تتلاشى حين تصطدم مع مصالحه.
قضية اختفاء خاشقجي وجد فيها العالم فرصته لابتزاز و(حلب) المزيد من الأموال من ضرع (البقرة الحلوب) النظام السعودي.. وقد لاحظنا كيف تغيرت مواقف العديد من قيادات تلك الأنظمة (التجارية) تجاه هذه القضية مع مرور الأيام، وفي مقدمتهم التاجر ترامب.
هكذا تتضح السياسة القذرة للنظام الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.. سياسة المعايير المزدوجة.. سياسة بلا قيم وبلا أخلاق.
وقد تكشفت سياساتهم تلك بوضوح في سوريا مثلاً، حيث شاهدناهم وسمعناهم وهم يتباكون على الجرائم المرتكبة في سوريا حسب اتهاماتهم التي تفتقر للأدلة والبراهين، ويتغاضون عن جرائم النظام السعودي وحلفائه التي يرتكبونها وما يزالون في اليمن منذ قرابة 4 سنوات، بل يذهبون دون حياء لتبريرها ودعمها ويحثونهم على استمراريتها..!
يكشفون عن أنفسهم بقذارة وخسة لا مثيل لهما.. والغريب والعجيب أنهم يتحدثون عن القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وعن الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون ولم يشهد لها العالم مثيلاً..! 
مصالحهم دون غيرها هي التي تقف وراء ردود الأفعال في قضية جمال خاشقجي.. هي التي تحركهم.. وهي التي توجه سياساتهم..
تعنت وإصرار على الاستمرار في إبادة اليمنيين في ظل استمرار الصمت والدعم الدوليين المقدم للنظام السعودي، وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من دول العالم التي كشفت تواطؤها مع بني سعود وحلفائهم، وتشجيعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق اليمن واليمنيين من خلال صمتهم عن جرائم العدوان، واستمرار مبيعاتهم للأسلحة بكافة أنواعها وصورها.. فيما اليوم يتباكون في قضية جمال خاشقجي.
نحن أمام مجتمع دولي يتكشف ويتعرى يومياً بتعاملاته المتناقضة واللاأخلاقية مع القضية اليمنية والكارثة الإنسانية التي صنعها العدوان السعودي الإجرامي في اليمن. 
قارنوا بين إجراءاتهم المعتملة مع ما حدث لجمال خاشقجي، وما حدث ولا يزال يحدث في سوريا ونباحهم اليومي الذي لم يتوقف، وبين ما يقولونه ويفعلونه حول القضية اليمنية، وستكتشفون يقيناً الخسة والدناءة لسياسات تلك الأنظمة التي تتعامل معنا كأننا أغبياء ولا نفهم حقيقة مؤامراتهم القذرة التي يحيكونها ضد البلدان العربية والإسلامية عموماً.
شركاء في صناعة مجمل الكوارث التي نعاني منها في اليمن، ونراها تتفاقم يوماً بعد آخر، وفي الوقت نفسه يروجون للمغالطات السخيفة، ويريدون منا أن نصدقهم..!

أترك تعليقاً

التعليقات