خفايا دهاليز مفاوضات السلام 14
 

عبد الإله محمد حجر

للخلوص إلى استنتاجات وخلاصة ورأي حول جولات المشاورات التي تسهم في تقديم رؤية استراتيجية لأية مراحل تفاوضية قادمة، سيكون من المفيد تقييم أداء الوفد الوطني وإبداء ملاحظات حول دوره، وكذلك أداء الوفد القادم من الرياض وقبل أن نخوض في ذلك، هناك بعض النقاط الجديرة بالذكر حول دور الدولة المستضيفة (دولة الكويت)، وأيضاً دور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.
الدولة المضيفة (دولة الكويت)
كان استقبال دولة الكويت للوفد الوطني يحفه التكريم وكرم الضيافة والحرص على توفير جميع الإمكانيات والأجواء الكفيلة بسلامة وأمن أعضاء الوفدين، وكذلك بنجاح المفاوضات، وحرص المسؤولون على تكافؤ التعامل بين وفدي التفاوض، رغم أن الوفد القادم من الرياض كان يتضمن حاملي مناصب وزارية ونواب رئيس وزراء، كما حرصوا على اتخاذ موقف الحياد وعدم التدخل في مجريات التفاوض، واستقبل أمير الكويت الوفدين كلاً على حدة، وأبدى مشاعر صادقة تجاه اليمن واليمنيين، وحرصه على نجاح المشاورات وتوقيع اتفاقية سلام في الكويت، وكلف الأمير صباح خالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، بمتابعة سير المباحثات بنفسه، والالتقاء يومياً بمسؤولي الأمم المتحدة، والاجتماع بالوفود متى قضت الحاجة لتذليل أية مصاعب وتقريب وجهات النظر.
وقد لوحظ استياء وخيبة أمل دولة الكويت حكومة وشعباً، نتيجة فشل المفاوضات، وكذلك الاستياء من بعض تصرفات الوفد القادم من الرياض المسيئة للدولة المضيفة، ومن ذلك على سبيل المثل لا الحصر، عدم تجاوب وفد الرياض مع مناشدة أمير الكويت شخصياً لهم العودة للمفاوضات بعد تعليقهم الحضور لقرابة أسبوع، احتجاجاً على طرح موضوع إقالة كل من هادي وعلي محسن، في الوقت الذي استجابوا فيه لطلب أمير قطر عودتهم للمفاوضات.
وقد أفصح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي اثناء توديعه للوفد الوطني، بعد فشل المفاوضات، بأن الرؤية التي قدمها الوفد الوطني منطقية وقابلة للتنفيذ، وقد سمعنا من بعض المواطنين الكويتيين أنهم يعتقدون أن أحد أسباب الفشل تمثل في استكثار السعودية على الكويت شرف توقيع اتفاق سلام يمني فيها، ويؤيد هذا القول إثارة المبعوث الخاص في الأيام الأخيرة للمفاوضات أمر إكمال المفاوضات في السعودية.
(*) عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

أترك تعليقاً

التعليقات