لن تكون إلا شـرعب السلام والوطنية
 

جميل المقرمي

جميل المقرمي / لا ميديا

من منا لا يتذكر تلك الأيام والليالي العصيبة والمرعبة التي عاشها سكان منطقة الزراري في مديرية شرعب الرونة، والتي حاولت القوى التكفيرية أن تضع لها فيها موطئ قدم، مستغلة تعاطف بعض الشخصيات العامة التي انخدعت بها، والتي سرعان ما بدأت تمارس نشاطها التكفيري التخريبي، فحل أبو عبدالله المصري رجل الإرهاب المطلوب عالمياً، والذي انتقل إليها ومارس كل أعمال القتل والنهب والحرابة!
لم تكن منطقة الزراري هي المنطلق، بل إن جرائم هذا الرجل ابتدأت في حضرموت ومأرب والجوف وشبوة وعدن، واستقرت به الأوضاع قبل الزراري في مدينة تعز، منضوياً تحت ما تسمى الشرعية وتحالف العدوان السعودي الأمريكي، فكانت الظروف مواتية والأجواء مهيأة لأن تتخذ هذه الجماعات التكفيرية من تعز وكراً وبيئة خصبة لتدريب من تستقطبهم من المخدوعين، متخذة من مباني الشركات الخاصة والمقرات الحكومية مقرات لها لتدريب وتأهيل فرق الاغتيالات والأحزمة الناسفة، وكذا تطبيق الأحكام التي تصدرها هذه الجماعات على مرأى ومسمع من الجميع، وفي أوساط شوارع العاصمة الثقافية.
تعز التي كانت تصدر الثقافة الوطنية والثقافة الفكرية المعاصرة، أصبحت وكراً لهذه الجماعات المسلحة التي نهبت المصارف والبنوك والمحلات، واستحلت الحرمات، وأزهقت الأرواح، وانتهكت الأعراض، وآخرها اغتصاب الأطفال في حمامات أحد المساجد في حي الجمهوري، وقد أدرك أبناء محافظة تعز هذا الخطر، وأن مدينتهم الحالمة التي كانت قبلة الأحرار من كل ربوع الوطن، أصبحت تعج بهذه الجماعات الإرهابية المسلحة، والتي نصبت المشانق في كل زاوية من وسط تعز. 
أدرك أبناء تعز أنهم وقعوا في الفخ، ولم يعد لديهم إلا طريق واحد هو إعلان الحرب على هذه الجماعات، والاستعانة بأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين لن يتوانوا في المبادرة بإنقاذهم من هذه الجماعات التكفيرية، وهذا الأمر يتطلب السرعة والعزيمة والإصرار من قبل كل الأحرار في محافظة تعز، فكلما تأخر الأمر كبرت الضريبة. 
وبالعودة الى منطقة الزراري في مديرية شرعب الرونة، بدأت هذه الجماعات التكفيرية بتدشين أعمالها، حيث أقدم الإرهابي المسمى أبا عبدالله المصري، على قتل الشيخ إدريس الشرعبي، وأمام أمه وأطفاله، وغيره كثير من المواطنين، فاستفزت هذه الجريمة كل أحرار شرعب الرونة بمختلف مكوناتهم، فهبوا جميعاً هبة رجل واحد لتصفية هذه القرى من الجماعات الإرهابية، فقتلوا منهم الكثيرين، بمن فيهم نجل الإرهابي المصري، إلا أن المدعو أبا عبدالله المصري، قائد هذه الجماعات التكفيرية، استطاع الفرار من المنطقة إلى منطقة أخرى، متوارياً عن الأنظار، ليتنفس أبناء شرعب الرونة الصعداء، ويعيشوا بسلام وأمان وطمأنينة، بعد انتهاء كابوس الجماعات الإرهابية الذي كان يقض مضاجعهم. 
قبل أيام، ظهر الإرهابي أبو عبدالله المصري من جديد، في منطقة الأمجود مديرية شرعب السلام، وبدأ باستحداث معسكر جديد لاستقطاب الأطفال. وهو ما استفز كل أبناء شرعب بوجه خاص، وأبناء تعز بوجه عام، للتحرك الجاد والمسؤول لمواجهة هذا الخطر الداهم، متجاوزين كل خلافات الماضي، ومؤكدين أن شرعب السلام لن تكون وكراً لهذه الجماعات التكفيرية، وأن شرعب السلام اليوم لن تكون شرعب السلام التي كانت في زمن الجبهة، والأحداث التي لازالت تعاني منها إلى اليوم.
خرج أبناء شرعب السلام ليقولوا نعم للسلام والاستقرار، ولا مكان لهذه الجماعات التكفيرية بيننا، فأبناء شرعب السلام الذين رفضوا أن تكون منطقتهم ساحة للقتال، قادرون على طرد هذه الجماعات، محذرين كل من تسول له نفسه التعاون والتستر على هذه العصابات التي لا تريد إلا إهلاك الحرث والنسل.

أترك تعليقاً

التعليقات