خفايا دهاليز مفاوضات السلام 16
 

عبد الإله محمد حجر

حقائق عن جولة مفاوضات الكويت 2
السفير عبد الإله محمد حجر

تقييم أداء الوفد القادم من الرياض
بنقد موضوعي للوفد القادم من الرياض، نجد أنه لم يكن يحمل أي هم وطني سوى إبقاء أعضاء الوفد في مناصبهم الوزارية ذات الأجور العالية (بالدولار)، وذلك بتنفيذ التوجيهات التي تُملى عليهم من السفير السعودي وأحمد عوض بن مبارك وخالد اليماني، والذين تواجدوا خلال فترة المفاوضات، كما لم يقدم الوفد أية أفكار أو مقترحات تسهم في تقدم المفاوضات، بل على العكس كان معرقلاً بتكراره المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والانسحاب وتسليم السلاح دون تقديم رؤية أو آلية لتحقيق ذلك وبما يحول دون توسع الجماعات الإرهابية وتبديد مخاوف الطرف الآخر في ظل عدوان همجي طال أمده، كما لم يهتم بالأعداد الكبيرة من الأسرى من الطرفين، وكان همه الوحيد الأسرى الخمسة، أحدهم شقيق الرئيس عبدربه هادي ووزير الدفاع الصبيحي.
وكان أداء الوفد القادم من الرياض يعكس التناقض الحاصل بين أعضاء الوفد وتعدد مكوناتهم السياسية والفكرية وأجنداتهم، وهو ما ظهر في تباين مداخلاتهم وتصرفاتهم وغياب التنسيق، ووصل الأمر بهم أن يسر أحدهم إلى أحد أعضاء الوفد الوطني بأنه غير مقتنع بما يقوله رئيس وفده، ولكنه مرغم على السكوت، وكان من الملفت لنظر المراقبين ومسؤولي الكويت وبعض موظفي الأمم المتحدة، تكرر تعليق وفد الرياض حضوره لجلسات التفاوض احتجاجاً على عدم تلبية مطالبه أو تهرباً من مناقشة قضايا جوهرية في مفاوضات السلام، خاصة مسألة الرئاسة وضرورة تسمية نائب رئيس جمهورية بالتوافق بين الطرفين تنقل إليه جميع صلاحيات رئيس الجمهورية، واستجابتهم لتدخل السفير السعودي أو قادتهم المقيمين في الرياض للانسحاب ورفض الأفكار المطروحة للتفاوض.
ويؤكد المراقبون والمحللون السياسيون أن عدم السماح لنائب الوزراء وزير الخارجية في ما تسمى الشرعية، بحضور اجتماعات اللجنة الوزارية الرباعية (المكونة من وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات) بشأن اليمن، والتي عقدت العديد من الاجتماعات خلال الأعوام 2016, 2017, 2018، في لندن ونيويورك والرياض وأبوظبي، يؤكد المراقبون أن ذلك يعد تهميشاً متعمداً لما تسمى (الشرعية) التي من المفترض أنها صاحبة الشأن في القضية، وأن أية رؤية لحل سياسي تتم بموجب رغبة دول التحالف فقط، وبالرغم من أن عدداً من اجتماعات الرباعية الوزارية ضمت وزير الخارجية العماني، إلا أن الوضع استمر بعدم السماح لأي وزير مما تسمى الحكومة الشرعية بحضور اجتماعات تلك اللجنة.
كما أن الطرف اليمني المتواجد في الرياض لم يُدع إلى الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مع محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي لحركة أنصار الله رئيس وفد أنصار الله لمفاوضات السلام، في نوفمبر 2016، بحضور وزير خارجية سلطنة عمان، والذي نجم عنه ما سمي خطة كيري للسلام، والتي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي وصرح بأن السعودية وافقت على الخطة.

(*)عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

أترك تعليقاً

التعليقات