انكسار مشروع العدوان
 

جميل المقرمي

جميل المقرمي

لم أستوعب وغيري الكثير من اليمنيين تلك التصريحات التي أطلقها معين عبدالملك رئيس وزراء حكومة الفنادق ولقيت الكثير من السخرية ليس أكثر..
إذ إن شعبنا اليمني يمر بظروف عدوان وحصار لم يشهد لهما التاريخ مثيلاً، وتحذر كل المنظمات من أنه على شفير مجاعة لا تبقي ولا تذر، وفي وقت يقوم فيه العدو بقصف الطرق والجسور الرابطة بين المحافظات والمديريات والقرى بشكل يومي، ومحاصرة الموانئ واستهداف المطارات وفرض حصار جوي على كل أرجاء اليمن...
بعد هذه السنوات العجاف من القصف المتواصل ومجازر دموية فاقت جرائم الحرب العالمية الثانية بحق المواطنين اليمنيين الأبرياء، بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، واستهداف المشفى والمدرسة والبيت والسوق والمسجد والحديقة والمزرعة وحتى على مستوى الصيادين، استهداف الأرض والإنسان والتاريخ، استهداف السيادة والكرامة وصولاً إلى انتهاك الأعراض، يظهر المسمى رئيس الوزراء في حكومة الفنادق ليتحدث عن السكك الحديدية، بالتزامن مع زيارة مدير الاستخبارات في الكيان الصهيوني لدول الخليج ومنها عُمان لمناقشة مشروع السكك الحديدية، وهو ما يجعلنا نأخذ تصريحات رئيس وزراء الفنادق مأخذ الجد.. فبالعودة إلى تصريح أنور عشقي عن الثروة الواعدة وجسر النور، فقد عمد العدوان منذ البداية إلى التركيز على تلك المناطق التي من المتوقع أن يمر فيها هذا المشروع الصهيوني، حيث استمات في احتلالها وإفراغها من رجالها، فمثلاً قبائل الصبيحة القريبة المطلة على باب المندب والتي كانت من أكبر القبائل اليمنية أصبحت اليوم مهددة بالانقراض المفتعل باستنزافها في معارك تنفيذ مشروع العدوان والتي تعتبر من القبائل المسيطرة على باب المندب والشريط الساحلي حتى عدن. 
كل تلك المعطيات والدراسات والوقائع على الأرض تؤكد أن الحرب على اليمن لم تكن مجرد شعارات من أجل (عودة الشرعية) وإنما كانت عبارة عن قميص عثمان ونتاج مخطط كان مطروحاً منذ زمن بعيد.
فكل مخططاتهم التي تسعى إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم إنما هي نابعة من ذلك المشروع الصهيوني الذي حاول أن يقسم اليمن إلى كنتونات متصارعة يسهل من خلالها تمرير المشروع الصهيوني، لكن الصمود اليمني المذهل هو الذي عرى حقيقة مشروع العدوان الذي ظن أن اليمن لقمة سائغة، إلا أنه فوجئ بهذا الصمود وبدأت تظهر حقائق العدوان. 
خطوات متسارعة نحو التطبيع وحصاد ثمرة مشروع الحرب والعدوان قبل أن يكتمل ما كانوا يخططون له، ليظهر رئيس وزراء الفنادق (معين) يكتب على صفحته في (تويتر) عن مشروع السكك الحديدية، وتزامنت تلك التغريدات مع زيارة وزير الاستخبارات الصهيوني إلى عُمان وإعلانه تدشين مشروع السكك الحديدية والذي ينطلق من حيفا بفلسطين المحتلة إلى الخليج ومنه إلى عمان ومنه إلى باب المندب ليرتبط بالقرن الأفريقي. 
عدم السيطرة على الحديدة والساحل الغربي أفشل خط السكك الحديدية الذي يعد جزءاً من صفقة القرن التي حولها الشعب اليمني بفضل صموده وثباته إلى صفعة القرن في وجوه الخونة والعملاء.
واليوم يجب أن تشحذ الهمم وتبذل الجهود للنفير إلى الجبهات لمواجهة هؤلاء الطغاة والمجرمين وإفشال مخططاتهم، وسترون سقوط بقية الأهداف التي كان يغفل الكثير عنها وسترونها تتساقط كأوراق الخريف أمام صمودكم وثباتكم أيها الأبطال. فإنما النصر صبر ساعة. 
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أترك تعليقاً

التعليقات