خفايا دهاليز مفاوضات السلام 18
 

عبد الإله محمد حجر

تحققت من خلال التفاوض عدة مكاسب أهمها:
أولاً: في ظل غياب التمثيل الدبلوماسي واستحواذ الرياض على ولاء غالبية بعثات بلادنا الدبلوماسية والقنصلية في الخارج بفعل الضغوط والابتزاز والحوافز المادية، فقد مثلت المفاوضات فرصة مواتية للتواصل مع السلك الدبلوماسي وخاصة سفراء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وسفراء الدول الصديقة لليمن الـ18، وإطلاعهم على حقيقة العدوان وما خلفه من آثار كارثية على اليمن وشعبها، وكذلك توضيح مواقف السلطات الفعلية في اليمن، وإزالة كل ما حرص العدو السعودي على ترسيخه لدى المجتمع الدولي من مفاهيم وانطباعات خاطئة عن العدوان.
ثانياً: استمع المجتمع الدولي من خلال سفراء الدول الـ18 (أصدقاء اليمن)، إلى رؤية الوفد الوطني السياسية والأمنية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة، وأعجبو بها وبموضوعيتها، وعقدوا مع الوفد عدة اجتماعات لمناقشة تفاصيلها، ووصل إلى الكويت خصيصاً وكيل وزارة الخارجية الأمريكي ووكيل وزارة الخارجية البريطاني للاجتماع بالوفد الوطني للاستماع منه، وقد مثلت تلك الرؤية والأفكار العناصر الرئيسية في ما عرف في ما بعد بخارطة الطريق الأممية، وكذلك خطة (كيري للسلام)، التي أعلنت بعد لقاء وزير الخارجية الأمريكي بوفد من أنصار الله في سلطنة عمان، في نوفمبر 2016، وصدر بيان عن الخارجية العمانية نص على ما يلي: (صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أنه في ضوء الزيارة التي قام بها معالي جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ولقائه بالمقام السامي حفظه الله ورعاه بتاريخ 14/11/2016م، والجهود التي بذلها معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، مع وفد صنعاء، فقد تم الاتفاق على الالتزام ببنود 10 أبريل 2016م الخاصة بوقف الأعمال القتالية اعتباراً من 17 نوفمبر 2016م، شريطة التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ ذات الالتزامات، وعلى استئناف المفاوضات نهاية شهر نوفمبر 2016م، على أن تعتبر خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن كأساس للمشاورات من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للصراع، ومنها العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تباشر عملها في مدينة صنعاء الآمنة قبل نهاية عام 2016م.. وإذ تعرب السلطنة عن ترحيبها بهذا الاتفاق، فإنها تأمل أن تسهم هذه الخطوة في استئناف المفاوضات اليمنية وصولاً إلى تحقيق تسوية شاملة في الجمهورية اليمنية الشقيقة). وقد سربت (بي. بي. سي) بعض بنود مبادرة كيري، وهي: (تشكيل حكومة وحدة وطنية، وانسحاب المسلحين من المدن والمؤسسات، وتسليم السلاح الثقيل لطرف ثالث.

(*)عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

أترك تعليقاً

التعليقات