جبهات إحياء المولد
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا
يواصل الشعب اليمني العظيم المواجه للعدوان، بمجاهديه من الجيش واللجان الشعبية، إحياء المولد النبوي يومياً في جبهات المواجهة منذ 1330 يوماً، ويجسدون مبادئه وأخلاقه وقيمه واقعاً على صاحبه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، فهم وللعام الرابع ينفذون أوامر الله سبحانه لنبيه والتي بلغها نبيه للمؤمنين، حيث يقول تعالى: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) (التوبة، آية 73)، وهم سائرون على نهجه وخطاه ومقتفون أثره في الصبر والثبات في مواجهة هذا العدوان الصهيوأمريكي بأدواته (السعوإماراتي) ومرتزقتهم، ولذلك ترى المجاهدين في الساحل الغربي وغيره من الجبهات ورغم الفارق الكبير بين ما يملكه العدوان من عدة وعتاد وإمكانات ضخمة من مال ونفط وأحدث ما صنع الغرب والشرق من أسلحة وأضخم جيوش العالم ومرتزقة من جميع أنحاء العالم ومن خونة الشعب اليمني بتحالف كل دول العالم وتواطئها معه بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة علينا بالقتل والتدمير والحصار والتجويع غير المسبوق والذي لم يخلق مثله في العالم والذي لا يمكن مقارنته بما في يد مجاهدي الشعب اليمني المحاصر المجوع والمعتدى عليه ظلما منذ 4 سنوات وما يملك من عدة وعتاد متواضع لا وجه للمقارنة بينهما، ورغم هذا كله تجد المجاهدين يحققون الانتصارات العظيمة بل والأسطورية غير المسبوقة والتي لم يخلق مثلها في التاريخ.
 ومن الأسباب الرئيسة لذلك أن إحياء الشعب اليمني ومجاهديه بجبهات مواجهة العدوان لميلاد النبوة إحياء لمبادئه وأخلاقه وقيمه وما جاء به في نفوسهم وتمثل نبيهم بإيمان وإدراك ووعي، أضف لذلك وجود قيادة واعية وحكيمة ومخلصة تقود هذه المعركة الدفاعية باقتدار وكفاءة استطاعت أن تحيي في نفوس الشعب المجاهد تلك القيم النبوية العظيمة.
ولولا إحياء المجاهدين لتلك القيم الدينية والروحية التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله لما حققوا هذه الانتصارات الأسطورية التي فجع بها وبهت منها العدوان وأذهلت العالم كله، لذلك فإن المجاهدين وهم يواجهون العدوان عليهم من قبل أعداء الله وأعداء أنبيائه ودينه يعيشون قيم دينهم وأخلاق نبيهم وهديه وأوامر الله وتوجيهاته إليهم بإدراك ووعي وصبر وثبات، متبعين تعاليم دينهم الحق اقتداءً برسولهم بصدق وإيمان، قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (البقرة، آية 190).
ولنا الفخر أن مجاهدينا يتبعون تعاليم الله ناصرهم, التي بلغها نبينا الكريم، قال تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) (التوبة، آية 14). ولذلك نجد أن وعد الله بالنصر يتحقق واقعاً وكما وعد الله، فالمجاهدون يقاتلون المعتدين الذين يعذبهم الله بأيديهم ويخزيهم وهم يفرون من أمام المجاهدين ويولون الأدبار ثم لا ينصرون، أي أن المجاهدين يحققون النصر عليهم، والمتابع يجد أن هذه الآية تتحقق واقعاً في ميادين المواجهة، لذلك فإن شعباً يحيي مولد نبيه العظيم صلى الله عليه وعلى آله ويسير على نهجه ويقتدي به واقعا ويتمثل خطاه، هو شعب حي عظيم يحيي الله به أمة عظيمة، ولن يهزم ولن تهزم به أمته.

أترك تعليقاً

التعليقات