المنشار في قبضة تونس
 

أكرم عبدالفتاح

ماذا لو أن الشعب التونسي قرر الخروج لمحاصرة واعتقال ابن سلمان أثناء زيارته المرتقبة إلى تونس؟ 
قد تبدو فكرة جنونية، لكن دعونا نناقش دوافعها وتأثيرها ومدى منطقيتها. وبداية سأقول لهم:
اعتقلوا ابن سلمان من أجل فلسطين التي يريد بيع قضيتها بالجملة في صفقة القرن. 
من أجل العروبة التي طالما تآمر عليها بنو سعود لعشرات السنين، وجاء ابن سلمان ليقود مؤامرة سحقها نهائياً، وفرض تركيعها للأبد ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد. 
من أجل الإسلام الذي شوهته المملكة السعودية وزيفت مبادئه وحرفته عن جوهره الروحي.
من أجل الإنسانية المطحونة بالرأسمالية المتوحشة التي تتلاعب باقتصاديات العالم عبر هيمنتها على ملوك النفط السعودي.
من أجل كل القيم والمبادئ النبيلة، أنادي شعب تونس: اعتقلوا ابن سلمان.
إذا خرج 100 ألف تونسي لمحاصرة مقر إقامة ابن سلمان في تونس، واعتقاله، فلن تستطيع السلطات التونسية منعهم، وحتى إن حاولت استخدام القوة فستفشل، مع ثقتي أن الجيش التونسي لن يستخدم سلاحه ضد الجماهير الشريفة التي تسعى لتحقيق العدالة الإنسانية وحماية عروبتها ودينها وآدميتها من كل ما يمثله هذا المسخ الذي يتبجح باقتراف كل الشرور والمخازي معتمداً على أنه يستطيع شراء ضمير العالم كله بأمواله.
دعوه يزر تونس ثم اعتقلوه وأودعوه في أحد السجون بحماية الجماهير، شكلوا له هيئة محاكمة قانونية أو شعبية، ولتصدر حكمها العادل، وبعدها نفذوا الحكم أو أطلقوا سراحه إن أبيتم تلويث أيديكم بدمه القذر، وأخرجوه من أرض تونس الطاهرة مُداناً بجرائمه، ومشفوعاً باللعنات، بدلاً من الاحترام والتبجيل الذي ظن بلادكم سوقاً لبيعه.
يعرف العالم كله أن ابن سلمان هو أكبر مجرم في القرن الـ21، ولا يستطيع أحد إنكار أن القوانين الدولية والمحلية تستوجب محاكمته على عشرات الجرائم المباشرة في اليمن وسورية والعراق وفلسطين وليبيا ونيجيريا وباكستان والبحرين وتركيا... هذا بغض النظر عن الجرائم الاقتصادية غير المباشرة ضد الفقراء في كل أنحاء الكوكب. 
هو مجرم يركن إلى أنه يستطيع غسل يديه من الدماء عبر شراء ذمم السياسيين ومواقف الدول لحمايته. فيرتكب جرائمه بصفاقة من يستطيع شراء ضمائر البشر جميعاً بأموال النفط وثروات الأمة العربية التي يبددها على شذاذ الآفاق، وهذه بالطبع جريمة أخرى.
هذا كله يعطيكم حق اعتقاله، ودعوني أسأل: ما وجه الخطأ في ذلك؟
قد يقول أحدكم: إنه لا يجوز اعتقال حاكم دولة أخرى يزور البلاد كضيف عليها.
الجواب هو: حسناً، محمد بن سلمان نفسه فعل هذا في العام الماضي، حين اعتقل رئيس وزراء لبنان. فليس في الأمر بدعة ولا خرق لأي قانون أو مبدأ أخلاقي، بل على العكس، فذلك هو واجب الضيافة الحقيقي يقوم به شعب الكرامة التونسي مع من اختار زيارة تونس في هذا التوقيت لاستعادة هيبته، إذ يستخدم بلادكم كوسيلة لكسر عزلته، وليقول إن عرشه لم يهتز بعد فضيحة اغتيال خاشقجي، وكي يوهم العالم بأنه ليس منبوذاً، بل واثق من نفسه ومن قدرته على الاستمرار في الحكم والتنقل عبر البلدان كأمير مبجل إذ تحتفي تونس به.. فهل ستقبلون لتونس أن تكون ممسحة لقذارات ابن سلمان، ومعبراً لخروجه من حفرته الأخلاقية!
لذا أناديكم من أجل تونس اعتقلوا ابن سلمان. 
وعن نفسي كمواطن يمني، أعدكم أن اليمنيين الشرفاء سيواصلون الصمود والفداء، ولن يهنأ لهم عيش حتى يسقطوا مملكة القبح، ويقتحموا قصور بني سعود، ولن يكون ذلك بعيداً.

أترك تعليقاً

التعليقات