بداية مباركة
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا

فرح أبناء اليمن بقدوم (أنصار الله) ثورة سديدة الخطى، وشمساً بدأت تعصف بالظلم والظلام، فبعض أبناء تهامة بدأوا يستردون أراضيهم المنهوبة، واتخذها سدنة النظام العفاشي مزارع وقصوراً مشيدة إلى درجة أن نساء (الأفندمين) أصبحن وأمسين يتباهين بما يصبنه من مزارع وعقارات في الحديدة وعدن وحضرموت وتعز... الخ.
وأجمع كثير من أبناء اليمن على أن حركة أنصار الله هي الثورة الحقيقية التي ستجتث الأحكام المزورة بخاتم القضاء المزور، إذ يأكل الأخ الراشد حقوق إخوته بنين وبنات وحفدة، وإذ تزور شهادات بعض المدارس والجامعات، وإذ يموت آلاف المرضى بسبب بعض الشهادات الطبية المزورة.. و.. و.. وما إن بدأت البشارات بالفرح حتى انزعج الطغاة الطغام.
لقد كان (ترس) النظام السابق يسير إلى الخلف، وبسرعة جنونية، فالقروض الربوية تعلن كل أسبوع تقريباً، يستفيد منها نهابو النظام، وليست التنمية وموارد الدولة، تصب في حجور (أمراء) الجمهورية، وأنا أسأل: هل كان يجرؤ أحد من مسؤولي المنافذ البحرية والبرية أن (يجمركوا) تجارة أبناء الأحمر أو آل عفاش وفق القانون؟! بل إن مسؤولي هذه المنافذ –ومن واقع أحوالهم- كانوا يعلمون يقيناً أن بمجرد اعتراضهم على تجارة هذا أو ذاك، سيفيقون على قرار فصلهم من أعمالهم، بل إن الأمر يتجاوز ذلك، إذ يقوم هؤلاء المتنفذون بتعيين هؤلاء الموظفين من عندهم، ليكونوا أهل سمع وطاعة. باختصار إذا افترضنا أن (تاجر الصندقة) استورد ألف سيارة أو ألف ناقلة، هل يجرؤ مسؤول الجمارك في الميناء -أي ميناء- على تخليص الجمارك عن هذه السيارات أو الناقلات بحسب القانون؟!
يترتب على هذا المعطى أن المتوقع من أنصار الله أن يكونوا قوامين بالقسط شهداء لله، ومع يقيني التام أن بعض المسؤولين منهم يحاول أن يعمل بإخلاص وبحسن نية وعزيمة، ليطابق سلوكه توجهات الثورة من حسن سيرة وسلوك، إلا أنه قد ينتاب أحدهم ضعف، فلا يصمد أمام مغريات كثيرة وكبيرة من ناحية، ومن ناحية أخرى يقف أمامه فاسدون مخضرمون لتندفع المسيرة في اتجاه آخر. فلا بد من بذل النصيحة لتستمر الثورة معطاءة، تحقق تطلعات الشعب ورغباته في إقامة ميزان الحق.
والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات