طابور خانس
 

شايف العين

شايف العين / لا ميديا

اتخذت حكومة مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي التنصل من المسؤولية وسيلة للضغط على القوى الوطنية المواجهة لمخطط احتلال وتقسيم الوطن، من خلال محاولتها تأجيج الشارع عليهم لإضعاف صمود وتماسك الجبهة الداخلية.
فالعدوان وحكومة مرتزقته يسيطرون على كافة موارد البلد النفطية والغازية وغيرها، ويفرضون حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً على مناطق سيطرة القوى الوطنية، كما قاموا بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن المحتلة، وتعهدوا بصرف رواتب الموظفين واستمرار البنك في عمله تجاه الاقتصاد، إلا أن أياً من ذلك لم يحصل.
حيث كان من ضمن النتائج التي رجوها من هذا، جعل القوى الوطنية في مواجهة الشارع في مناطق سيطرتها، عبر تحميلها مسؤولية عدم صرف المرتبات وتدهور الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار، آملين إثارة الرأي العام ضدها، وبالتالي إضعاف الجبهة الداخلية وزعزعة تماسكها.
والمصيبة أن هناك مسؤولين في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية يسيرون على ذات النهج، وهؤلاء لا يمكن تصنيفهم سوى ضمن الطابور الخامس، ومثالاً عليهم بعض مدراء مديريات أمانة العاصمة، كونهم المعنيين بالأمر في موضوع توزيع أسطوانات الغاز المنزلي، حيث جعلوا عقال الحارات في الواجهة أمام المواطنين في حاراتهم، فعرضوهم لتهم الفساد، وأحياناً للشجار وللاشتباك بالأيدي، وأنا هنا لا أتحدث عن العقال الفاسدين.
فعلى سبيل المثال، كانت حصة بعض حارات مديرية السبعين بأمانة العاصمة من توزيع الغاز 200 أسطوانة أسبوعياً، وكان سكانها يحصلون على المادة الضرورية باستمرار ويسر وسهولة، وقبل 3 أسابيع تناقصت الكمية فجأة إلى 50 أسطوانة، وبرر المسؤولون في المديرية هذا النقص بأن هناك أعمال صيانة لمنشأة صافر، مع أن شركة الغاز أصدرت بياناً رسمياً قالت فيه إن فترة وصول الكمية للحارات ستزيد، لكن الحصة تبقى كما هي بسبب أعمال صيانة للمنشأة.
وعند انتهاء أعمال الصيانة أعلنت الشركة ذلك، وقالت إن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه، ولكن لم يتغير الوضع مع هذه الحارات في مديرية السبعين كحارة (الوفاق) وحارة (سرار)، فحصصها ظلت 50 أسطوانة أسبوعياً، الأمر الذي دفع أبناءها إلى توجيه غضبهم نحو عقال حاراتهم، واتهموهم بالفساد، وحدثت مشاجرات وصلت أحياناً إلى الاشتباك بالأيدي، كل هذا والمسؤولون في المديرية لم يحركوا ساكناً، مع أنه تم إبلاغهم بالأمر.
لا شك أن من يهمل في أداء واجبه والمسؤولية المنوطة به من موقعه في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه الوطن في ظل العدوان والحصار، يصنف ضمن الطابور الخامس، فهو يتنصل من المسؤولية لأسباب قد تتعلق أحياناً بالفساد، ويحاول إلقاء الذنب على غيره، ويجعله في الواجهة. من تحدثت عنهم في المقال يعرفون أنفسهم جيداً، وأتمنى أن يحلوا هذه المشكلة، مع أنني تواصلت بهم شخصياً، وطلبت منهم هذا.

أترك تعليقاً

التعليقات