الدنابيع فـي السويد
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب

لكل طفل طريقته في لفت انتباه والديه عندما ينشغلان عنه بأمور أخرى، أو بأحد إخوته الصغار، وأبرز هذه التصرفات هو البكاء والصراخ، أو ادعاء أمور غير موجودة أساساً، كالمرض أو التعب أحياناً. بذات الطريقة تصرف الوفد القادم من عاصمة العدوان الرياض إلى مشاورات السويد، عندما وجد الوفد المرتزق أن العالم مشغول بالشعث الغبر المجاهدين القادمين من صنعاء الشموخ والعزة والكرامة، اضطر للصراخ والبكاء كطفل لا يعرف مصلحته، مدعياً أن وفد صنعاء عددهم أكثر من وفد الرياض، وتارة أخرى يبكي على وسائل التواصل مدعياً أن الأمم المتحدة لم تسمح له باصطحاب صحفييه إلى المشاورات، في الوقت الذي سمحت فيه لوفد صنعاء باصطحاب الصحفيين.
هذا البكاء والعويل هو فقط للفت الانتباه، ومحاولة تغطية حالة الإرباك التي يعيشها العدوان وقياداته قبل المرتزقة (الأدوات). أما بالنسبة لادعاء أن العدد أكثر من الرقم المطلوب والمحدد بـ12 مفاوضاً فهو غير صحيح، وخلال المؤتمر الصحفي الافتتاحي للمشاورات لم يكن حاضراً غير الوفد المحدد وكل شخص مقابل شخص في الوفد الآخر. هذا طبعاً غير أن الوفد جاء مع المبعوث الأممي من صنعاء، ولم تمنح دولة السويد "فيزا" دخول إلى أراضيها إلا وفق الرقم المحدد والمتفق عليه. أما حكاية استضافة الإعلاميين فلم يحضر أي صحفي أو إعلامي من العاصمة صنعاء، ومن تمكن من الحضور من إعلامنا الوطني فحضوره كان من خارج اليمن المحاصر ومن دول مختلفة ولا علاقة لغريفث أو المؤسسة الأممية بحصول هؤلاء الإعلاميين على "الفيزا".
جيش جرار من إعلاميي المرتزقة توافدوا من عواصم العدوان، يضاف إليهم عدد من اللاجئين في الدول الأوروبية توجهوا جميعاً إلى مقر المشاورات، ولكن وجودهم وعدمه سواء، فلا أحد يعيرهم أي اهتمام، لأن من يريد الحصول على المعلومة يتوجه إلى مصادرها في دول العدوان، أما المرتزقة (يا رحمتاه!) لا بيدهم قرار ولا أحد معول عليهم.
من خلال ما يطرحه المرتزقة، والمواضيع التي يثيرونها، تشعر بصغر حجمهم وفشلهم الكبير وعدم امتلاكهم أي مشروع لخدمة الوطن. وفدنا الوطني جاء لإثارة موضوع إعادة صرف الرواتب وفتح مطار صنعاء والإفراج عن الأسرى والمعتقلين. أما فريق الدنابيع فجاؤوا لإثارة موضوع عدد المشاركين وبدل السفر وحق التنقل، ومعمر فارس بمشيته "يغور" ملان تويتر.
للمتحمسين والمتفائلين كثير "لا تركنوش"، لا على المشاورات ولا على المبعوث الأممي، الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة وعق والديه عق والديه! تبقى كل الرهانات على الجبهات والبندقية فقط، وإذا خرجت هذه المشاورات بحلول حقيقية لمطار صنعاء وفتحه أمام الرحلات المدنية وميناء الحديدة وإعادة تشغيله لنقل البضائع والغذاء والدواء وملف الأسرى والمعتقلين وتوحيد البنك المركزي وصرف المرتبات ووقف الغارات خير كبير، وصمود اليمنيين وثبات الجبهات ستحسم ما تبقى.

أترك تعليقاً

التعليقات