عن مشاورات السويد
 

محمد طاهر أنعم

محمد طاهر أنعم

انطلقت الخميس الماضي، مشاورات السويد الأممية حول اليمن، والتي شارك فيها الوفد الوطني اليمني من صنعاء، مقابل الوفد اليمني العميل القادم من الرياض.
هذه المشاورات التي جاءت نتيجة ضغط دولي كبير استمر لعدة أشهر، واستثمر قضية خاشقجي العالمية للضغط على النظام الحاكم في السعودية، من أجل انطلاق المشاورات الحالية، لا نتوقع أن تأتي بحلول نهائية وجذرية للقضية اليمنية لأسباب متعددة، من أبرزها أن الوفد اليمني العميل القادم من الرياض ليس في يده شيء، وهم مجرد موظفين لدى الكيان الحاكم في السعودية، وعمال بالأجر لديهم، فليست عندهم القدرة على اتخاذ قرار وطني مستقل لصالح الشعب اليمني.
ومنها أن السعودية والإمارات يبدو أنهما لا تريدان وقف الحرب في اليمن، وذلك لغرض استمرار حالة الفوضى في بلادنا لأطول فترة ممكنة، وذلك من أجل الوصول لأهداف دول الاحتلال في اليمن، من احتلال إماراتي للموانئ والجزر، وسيطرة سعودية على منابع النفط والغاز، وهيمنة إسرائيلية على ممر باب المندب.
ومنها أن الأمم المتحدة لم تملك بعد الإرادة الكاملة لإلزام دول العدوان بالقرارات الأممية حول اليمن، التي ما تزال عبارة عن بيانات ودعوات ومناشدات، لم تصل لدرجة القرارات الملزمة، بسبب أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحمي السعودية والإمارات وتجاوزاتهما في اليمن.
وأهم من هذا كله أن المفاوضات لن تنجح إلا حين تكون مباشرة بين اليمن والسعودية.
اليمن متمثلاً في إرادته الوطنية المستقلة التي تعبر عنها حكومة صنعاء، والسعودية متمثلة في النظام الحاكم في الكيان السعودي بالرياض.
أما محاورة المرتزقة فأمر لا فائدة كبيرة منه، لأنهم وكما اتضح من تصرفاتهم في أول أيام المفاوضات، يحاولون إفشالها، والإغراق في نقاش الجزئيات، والانشغال بقضايا تافهة مثل قضية أن عدد أفراد الوفد الوطني أكثر من عدد أعضاء الوفد العميل، وهي قضية تدل على عبثية وفد العملاء، وأنه لا توجد قضايا كبيرة لديهم.
وفي وجهة نظري الخاصة، فإننا لم نصل بعد للمعادل العسكري والسياسي المناسب لإجبار الكيان السعودي والكيان الإماراتي على التوجه للحوار، وما زالا يحسان بوجود غطاء سياسي وعسكري يمكنهما من التهرب من الحوار ومن الوصول لحلول تنهي الأزمة اليمنية، ولا بد من العمل للوصول إلى هذا المعادل.

أترك تعليقاً

التعليقات