فهل من مُدّكر؟!
- عبدالباسط السلامي الجمعة , 14 ديـسـمـبـر , 2018 الساعة 5:25:34 PM
- 0 تعليقات
عبد الباسط السلامي
مثّل الاحتفاءُ والاحتفالُ والمحشرُ اليماني الأبهى والأعلى والأجدرُ بالتأمل والقراءات الجادة العميقة المطولة من جهاتها المختلفة ومن مختلف الجهات المعنية بفهم المشهد اليمني وطبيعة الصراع المحتدم بوجوهه وأشكاله وأطرافه وجذوره وطبيعة الاصطفافات وتوالي الأحداث وبؤر التصادم ودلالاتها المكانية ووزنها الاستراتيجي ودوافع وشكل التحالفات، وصولاً لإمكانية التنبؤ بالتحولات أو المتغيرات على خرائط وصور المشهد محدودة الزمن والأثر والجوانب (لقادم الأيام والأسابيع والشهور) أو واسعة وجوهرية وكبيرة المدى والتأثير (لسنوات أو عقود).. مثّل الاحتشادُ والاصطفافُ والمحشرُ والانبعاثُ اليمانيُّ في ذكرى المولد النبوي هذا العام، محكاً ومدرسةً ومجالاً واسعاً وخصباً للدراسة والفهم ومترتباتهما التي تمت الإشارةُ إليهما أعلاه، وبالتالي الاستعداد المبكر والعمل على توفير الفرص المتوائمة مع الأهداف العامة والقصيرة لكل طرف!
ليس من السهل ولا من المنطقي ولا من الإنصاف النظرُ العابرُ والمرورُ العادي والتعاملُ ببرود وسطحية!
ولن يكون من الطبيعي ولا من المصلحة ولا من الكياسة ولا حتى من الممكن وضعُها ضمن صفٍّ طويلٍ أو قصيرٍ من الأحداث والمبادرات الشعبية الملفتة (الجديرة بشكل ومستوى ومساحة محدودة من التأمل والدراسة).
لن يكون من الممكن تركها تمر بلا محاولات قصوى من التأمل والاستنطاق والجدية والتعمق، وصولاً لرسم أو استكمال فهم صورة المشهد بناء على ما ستمنحه الظاهرة الاستثنائية الغنية من معطيات وثوابت وتفاصيل ومحددات، كما واختبار الآليات والأساليب المعتمدة سلفاً (قبل المهرجان) والفهوم والمعايير المتبعة لدى كل طرف ولدى كل معنيّ بالمشهد اليمني!
يُفْترضُ أنْ يجتهد الجميعُ بلا استثناء ويتأملوا ويخصصوا الوقت والجهود والإمكانات والاستعداد والجدية الكاملة، ويُعْملوا المناهج والطرائق والأساليب لاستكناه الظاهرة واستقرائها وصولاً لفهم هذا المجتمع وهذا الشعب وهذه الأمة اليمانية، ولو في الحدود والمستويات المعقولة والضرورية والمضمونة بالطبع، ليتسنى لهم -إذا أرادوا- البقاءُ والاستمرارُ سلباً أو إيجاباً في حلبة الصراع ودائرة المنافسة شرط الاستعداد والقبول المبدئي بالتخلي عن المراهنات الظنية والافتراضات المسبقة، وعن العناد والاعتباط، قبل أن يطوّح بهم أو بأغلبهم التعامي ويمحوهم النسيانُ من كل ذاكرة ومواطئ قدم!
يُفْترضُ على الجميع!
علّهم يهتدون للاتجاه الطبيعي، أو يصححون ويصوبون العيون والخطى صوب الدرب السالك، أو لينتفعوا حتى بذلك في ارتداء الأقنعة المناسبة لمزيد خداع يطيلون أو (يمطون) به أعمارهم!
يفترض بالجميع..
ويتوجب على قيادة البلد/ الثورة/ الأمة القيام بذلك بفائض جدية واجتهاد واهتمام كفريضة لا كافتراض لمزيد معرفة ويقين وفهم ووافر استعدادٍ لمكائد ومؤامرات وتكتيكات وأساليب تنتظرهم وتنتظر البلد الصابر الصامد الصاعد المنتصر!
كرنفال المولد النبوي اليماني هذا العام تحديداً منجم ثري يكتنز ما لا يحصى من الدلالات والدروس والعبر والمعطيات والخرائط المبصرة يعمى أو يتعامى عنها الكثيرون.
وللقارئ العادي أن يتأمل لقطات من المشهد والصور الظاهرة والسطحية، ويتلفت متصفحاً بعض صور الواقع والظرف الزماني/ المكاني/ الميداني/ النفسي/ الدولي، ليدرك مدى وجاهة المقترح وجدارة الظاهرة وإلحاح الوضع والمفترق والقضية!
وصلوات الله على نبي الهدى في مولده العظيم وذكراه المعجزة..
وتعظيم سلام لأكرم شعب وأكرم وأعلى أجناد وأرشد حكماء وقادة في موكب الشرفاء الأحرار..
تعظيم سلام لكل عقل مضيءٍ وجبينٍ عالٍ.
المصدر عبدالباسط السلامي
زيارة جميع مقالات: عبدالباسط السلامي