ادخلوا في السلم كافة
 

محمد عبده سفيان

أكثر من 658 يوماً وطائرات الموت القادم من أرض الحرمين الشريفين تحوم في سماء يمننا الحبيب، وبوارج تحالف العدوان السعودي وسفنهم وزوارقهم الحربية تطوق مياهنا الإقليمية في البحر الأحمر والبحر العربي، فارضة حظراً جوياً وبحرياً وبرياً على وطننا وشعبنا اليمني.
أكثر من 658 يوماً وحكام مملكة بني سعود وحلفاؤهم من حكام إمارات الخليج يرسلون طائراتهم الحربية ومئات الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية الحديثة والمتطورة وأطناناً من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر وملايين الريالات، لقتل أبناء الشعب اليمني دون تفريق بين مدني وعسكري وطفل وامرأة وشيخ وشاب، فجميع أبناء اليمن مستهدفون ويتعرّضون لحرب إبادة جماعية دون استثناء. 
أكثر من 658 يوماً وأبناء الشعب اليمني يواجهون تحالف العدوان السعودي بصبر وإرادة قوية لا تنكسر، وعزيمة لا تلين، وصمود أسطوري، رغم فداحة الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، ورغم الحصار الجائر جواً وبراً وبحراً، والحرب الاقتصادية، مؤمنين أن الله العلي القدير سينصرهم على من اعتدى عليهم ظلماً وعدواناً، وسيرد كيد المعتدين إلى نحورهم، فهو على كل شيء قدير.
نتمنّى من أبناء شعبنا اليمني كافة من عدن جنوباً وحتى صعدة شمالاً ومن المهرة شرقاً حتى الحديدة غرباً، بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية وتوجّهاتهم الفكرية، أن يتناسوا خلافاتهم وما خلّفته الصراعات والتناحرات طوال السنوات الماضية من أحقاد وضغائن، وأن يسموا فوق الجراح، ويستشعروا مدى الخطر الداهم الذي يتهدّد وطنهم وشعبهم أرضاً وإنساناً جراء استمرار العدوان السعودي واشتعال نار الفتنة المستعرة والحرب المجنونة التي تدور رحاها في عدد من المناطق ببعض المحافظات.. عليهم أن يأخذوا العبرة مما يحدث في الصومال والعراق وسوريا وليبيا، فلا يدعوا الأحقاد والضغائن والخلافات الحزبية تعمي أبصارهم وبصيرتهم عن الحق، وتدفعهم إلى التفريط بسيادة وطنهم واستقلال قراره الوطني وبشرفهم وعزتهم وإبائهم وكرامتهم.. عليهم أن يتمعّنوا جيداً في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (حب الوطن من الإيمان)، ليعلموا أن الدفاع عن الوطن دفاع عن العقيدة، والتخلّي عن الوطن تخلٍّ عن العقيدة.
نتمنّى أن يعود الجميع إلى جادة الصواب، ويحكّموا العقل والمنطق، ويغلّبوا المصلحة الوطنية العليا على ما دونها من المصالح الحزبية والشخصية والآنية الضيّقة، فيقدّموا التنازلات من أجل حقن الدماء اليمنية الزكية، والحفاظ على وطنهم من الدمار الشامل وشعبهم من الهلاك، وتفويت الفرصة على الأعداء لتنفيذ مخطّطهم الإجرامي الهادف إلى النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره وسيادته الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني. 
نتمنّى من أولئك الذين حملوا السلاح وقاتلوا إلى جانب تحالف العدوان السعودي ضد وطنهم وشعبهم، أن يراجعوا حساباتهم، ويعودوا إلى جادة الصواب، ويحكموا عقولهم وضمائرهم، ويجنحوا للسلام، ويستفيدوا من قرار العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي ا?على.
يجب على جميع اليمنيين التوجه نحو إخماد نار الفتنة القذرة والحرب الملعونة اللتين أشعل فتيلهما حكام مملكة بني سعود، والعمل على إحلال السلام في يمن ا?يمان، وإعادة ا?من وا?مان والاستقرار والسلم الاجتماعي إلى ربوع وطن الـ22 من مايو.
على الجميع الاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، امتثالاً لأمر الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ  إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)، وقوله: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ? وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين).. صدق الله العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات

عماد الشامي
  • الأثنين , 8 أبـريـل , 2019 الساعة 10:15:12 AM

كلماتك حجة عليهم لو كانوا يفقهون انت تصنع على مكث وعي الشعوب المناهضة لامبريالية ووحشية امريكا الشيطان الأكبر