الإمارات تتخلص من مرتزقتها
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب

بعد أربعة أعوام من دخول القوات الغازية والأجنبية إلى عدن وتعز، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً، وأهداف تحالف العدوان تم ترجمتها على الأرض من خلال الأعمال التي برزت للسطح وشاهدها وعرفها الجميع، ولم يعد هناك أي مجال للتبرير أو المغالطة.
رحبت عدن بعيال زايد وهي تعتقد أنهم سيجعلون منها "دبي" الثانية، ولكنهم جعلوها أسوأ من "الموصل" و"الرقة". استغلت دويلة الإمارات شباب المدينتين وجندتهم لمواجهة الدولة، وفي نهاية المطاف زجت بهم في السجون والمعتقلات السرية، وفي سجون الإمارات "عرططة" وانتهاكات جنسية بلا حدود لكسر كرامتهم وإهانتهم وإذلالهم، وهذا هو مصير من خان وطنه وباع بلاده، وارتمى في حضن الغازي الأجنبي.
في تعز لم يختلف الأمر كثيراً، فالمدرسة الإماراتية واحدة، والمعلمون فيها يسيرون على ذات النهج. تم تجنيد الشباب كمقاتلين تحت عنوان "تحرير تعز"، وواجهوا الدولة ومؤسساتها وجيشها ولجانها، ليكون البديل "جماعات أبو العباس" التي كافأت المقاتلين في صفوفها بالتصفية والمقابر الجماعية، حيث عُثر في حي العرضي بالجحملية وسط المدينة على مقبرة جماعية في مناطق كانت تسيطر عليها الكتائب الموالية للإمارات. 
المؤسف أن الجثث تم اعدام وتصفية الذين كانتهم بطرق وحشية، فبعضها مفصول الرأس والبعض الآخر رمياً بالرصاص، فيما تحللت جثث أخرى، ومن المرجح أن الجثث تعود لمقاتلين
 كانوا يقاتلون في صفوف القوات الغازية قبل أن تنتهي مهمتهم ويتم التخلص منهم.
هذه "مش" أول مرة يتم العثور فيها على مقابر جماعية بتعز، ولن تكون الأخيرة، وبعد توقف الحرب نهائياً سنكتشف المزيد والمزيد.
تمكنت الامارات من أن تتخلص من كل من عمل معها في المراحل الأولى لدخولها إلى اليمن. وستتخلص قريباً ممن لا يزالون يعملون معها حتى هذه اللحظة. والغارات الخاطئة التي شنتها على قوات ما تسمى بالعمالقة أو قوات طارق عفاش في الساحل الغربي هي عنوان التصفيات القادمة للمرتزقة الجدد الذين يقاتلون في صفوفها.
خلال تواجدي في مشاورات السويد التقيت في المركز الاعلامي صحفياً يمنياً من الذين يعملون مع إحدى قنوات العدوان، وأثناء سرده لي معاناتهم ومغامراتهم أثناء التغطية الإعلامية لمعركة الساحل الغربي قال لي إنهم عندما اقتربوا من مديرية "الدريهمي" في معركتهم الأخيرة تم استدراجهم من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية حتى دخلوا إلى إحدى المناطق الريفية التي كانت بمثابة كمين، ولم يكن أمام القوات الموالية للعدوان من خيار إلا الانسحاب، لكن القيادات العسكرية الإماراتية أبلغتهم بشكل صريح أن من ينسحب ستقصفه الطائرات، وبشهادة هذا الصحفي أن طائرات تحالف العدوان فعلاً نفذت التهديد وشنت الغارات على كل القوات التي انسحبت، وقتلت كتيبة بأكملها من الموالين لهم.
قد تختلف طرق الإمارات في التخلص من مرتزقتها، ما بين سجون سرية ومقابر جماعية وغارات "خاطئة"، ولكن النتيجة واحدة، من خان وطنه وبلده هذا أقل ما يمكن أن يحصل عليه.

أترك تعليقاً

التعليقات