الريال ينهار مجدداً
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

عاد الدولار للارتفاع مجدداً أمام الريال اليمني.. وبدا الانهيار واضحاً على الريال اليمني أمام بقية العملات الأجنبية الأخرى.. عمليات فساد ومضاربة بالمال العام تمت خلال شهر، كما أعلن مسؤول في حكومة هادي المنتهية، كانت وراء عدم استقرار سعر الريال وانهياره المفاجئ أمام العملات الأجنبية.. 
عمليات فساد مالية قدرت بـ9 مليارات ريال فوراق صرف ما بين سعر الريال المعلن من قبل البنك المركزي بعدن والمضاربة فيه، يرعاها ويقوم بتنفيذها مسؤولو ما تسمى (الشرعية).. وهم نفس المسؤولين الذين يذهبون دائماً وعند انهيار الريال اليمني صوب اتهام الطرف الآخر في صنعاء بالتلاعب بسعر الريال والتسبب بهذا الانهيار كما حدث في أوقات سابقة..
مسؤولو (الشرعية) هم سبب رئيسي في أي انهيار يصيب الريال اليمني، فهم من يحددون سعره، وهم من يتلقون الودائع، وهم من يبيعون الدولار للتجار لشراء المواد الغذائية، وهم من يتحايلون ويفسدون ويتلاعبون بأسعار العملات الأجنبية أمام الريال.. وعندما يريدون إبعاد التهم عنهم يوجهونها للطرف الآخر في صنعاء!
ماذا سيقول أولئك المسؤولون بعد الفضيحة التي أعلنها رئيس ما تسمى اللجنة الاقتصادية التابعة لهادي، عن هذا التلاعب الفاضح والفساد المهول المعزز بالوثائق..؟ وإلى أية جهة سيوجهون تهمة هذا الانهيار الحاصل في الريال اليمني والتلاعب بأسعار العملات الأجنبية هذه المرة؟!
هناك من لا يهمه وطن ولا عملة وطنية، ولا تهمه انعكاسات انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية على الاقتصاد الوطني، وما سيحدثه ذلك من آثار كارثية على حياة ومعيشة اليمنيين.. هؤلاء هم تجار الحروب الذين لا يؤمنون إلا بمصالحهم القذرة، ولا يهمهم سوى تنمية أرباحهم ومكاسبهم، وطز بالشعب والوطن!
هذا الانهيار للريال اليمني يأتي بعد إجراءات اتخذتها ما تسمى حكومة هادي المنتهية، وذهبت تتغنى بأنها ستعمل على إعادة سعر الريال اليمني مقابل الدولار إلى 250 ريالاً كما كان في العام 2012م، فيما أثبتت عجزها وفشلها في الحفاظ على سعر الدولار الواحد عند 440 ريالاً.
الدولار اليوم يتعدى حاجز الـ600 ريال، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة تنعكس على حياة المواطن اليمني، وخاصة أن هذا السعر يزداد ارتفاعاً يوماً بعد آخر.. لم يكن التحسن الملحوظ الذي طرأ على سعر الريال اليمني أمام الدولار خلال الشهرين الماضيين، مبنياً على رؤية اقتصادية سليمة أو معالجات صحيحة، وإنما كان مبنياً على حظوظ.. فالحظوظ تعد الوسيلة التي لا تملك حكومة هادي المنتهية غيرها.. حظوظ ارتسمت على واقعها نتيجة وجود وديعة في بنك عدن وجد فيها مسؤولو البنك فرصتهم للمتاجرة بها وممارسة فسادهم المعهود والهادف إلى تنمية أرباحهم على حساب العملة اليمنية ومعيشة اليمنيين.. وكانت توقعات صادرة من البنك الدولي، في وقت سابق، أكدت أن سعر الريال اليمني سيعاود انهياره أمام العملات الأجنبية، وقد يصل سعر الدولار الواحد أمام الريال اليمني نهاية يناير الجاري إلى 750 ريالاً.
لا أمل في الخلاص ولا أمل في تحسن الأوضاع، فتجار الحروب وهوامير الفساد في حكومة ما تسمى (الشرعية) هم من يسيطرون على كل شيء، وهم من يتاجرون ويتلاعبون بسعر الريال اليمني.. وأي استقرار وتحسن في سعر الريال أمام العملات الأجنبية يمثل كارثة في قانون فسادهم، عليهم غضب الله..

أترك تعليقاً

التعليقات