دهان شخدوف
 

عمر القاضي

عمـر القاضـــي / لا ميديا
هيا اهدر لك مع واحد أدوع مقعي. هدرت مع شخص لا أعرفه أثناء مصادفتي له بالبوفية. هدرت معه بموضوع فشل الانقلاب في فنزويلا الذي تدعمه أمريكا ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. أيوه هادرته عن الانقلاب مرة واحدة. ما إن أنهيت الهدرة مع هذا الأدوع عن الانقلاب، إلا وسمعته يسألني هكذا: الفنزويليين مسلمين وإلا يهود؟ قلت: لا يهود ولا مسلمين؛ محايدين. هم ضد الغلط والتدخل الأمريكي القذر على بلدهم. واستطردت: طيب ما دخل إن كانوا مسلمين وإلا يهود بالانقلاب؟ لم أتوقع أنه لا يعرف شيئاً عن دولة فنزويلا، حتى عن موقعها على الخريطة. وهذا طبيعي. ولا أسخر من ذلك. معمر الإرياني بكله المغرم بمحمد بن سلمان، مش عارف فنزويلا. لو كنت هدرتُ مع هذا المسكين عن الإنفلونزا وإلا عن الفازلين، كان أخرج من الحديث عن فنزويلا المنتصرة على الانقلاب.
بعد توضيح صادر مني للأدوع في ما يخص فنزويلا، قال: اسمع إذا هم ضد الانقلاب حقنا أنا معاهم وضد الانقلاب حقهم. شلوك. رددت عليه: ذلحين على أساس أجيت أقنعك وأتفاوض معك،
 وهم منتظرين رأيك وموقفك من ذلك. هيا اشرب بقية قلص الشاي حقك. الجماعة قد كملوا. وعطفتُ من البوفية.
أحياناً واحد يودف يهدر لشخص غريب، عن حدث سياسي، فقط لأنه شاهد شعره وشنبه أبيض، فيثق بذلك الغريب، ويتوقع أنه مثقف ونابغة من جيل نائف حواتمة وجورج حبش. ويطلع لك بالأخير أدوع مقعي ما يعرفش جورج حبش ولا جورج قرداحي ولا جورج وسوف. لا أدري لماذا دوماً نربط ملامح بياض الشعر والشنب بالثقافة، بينما لا توجد أية علاقة بذلك!
لو حسبناها هكذا بيطلعوا أغلب الناصريين مثقفين. بينما بياض شعرهم يا سببه وراثي، أو بسبب نوعية الزيت والدهان الذي كانوا يتدهنوا فيه زمان أيام الطاغية محمد خميس. دهان لا أذكر اسمه، ربما هكذا مقارب من اسم (شخدوف)، أو (ركادوف). زيت ودهان كانوا يستخدموه لتصفية مكائن الخياطة وتصفية الأسلحة. والخبرة يدهنوا منه، ويمكنوك سياسة تقشف. ليس كل من له شعر أبيض مثقف. نادراً ما تلقى بين الألف ثلاثة يناسبوا هذا الاعتقاد الخاطئ.
البلاد مركوضة ركض بالشعر الأبيض والدوع والمقعيين، وهذا ليس عيباً. العيب أن نتركهم هكذا مقعيين لا يعرفون ما لهم وما عليهم. كما تركهم علي صالح وعلي محسن وعضاريط بيت الأحمر. معتمدين ذلك سياسة تجاه إبقاء هذا الشعب هكذا مقعي جاهل عنوة زي صاحبنا في البوفية. لحد هنا يكفي. بسبب الدواعة والقعاية المتراكمة، ها نحن الآن ندفع ثمنها دبل. لو حصل انقلاب في كوبا وفشل، أتمنى ألا أصادف مقعي آخر وأنا أهدر له عن هذا الانقلاب. بيسألنا هم يصوموا ويصلوا. وكمان لا أريد أن أصادف أدوع مقعي يتابع مسلسل تركي مثل (أرطغرل) وإلا (سليم الأول)، التي هدفها تحسين صورة ودور الاحتلال العثماني القذر وسليم الأول والبشوات وأردوغان. وصاحبنا الأدوع مصدق ذلك معتكف يتابع 470 حلقة كلها دش وزيف. ومش عارف أنها سياسة درامية حقيرة ينتهجها تيار أردوغان الإخواني ضد المقعيين حقنا في الوطن العربي. 
لو عرضت عليه مقطع فيديو مدته 4 دقائق لمقاتل يمني في الحدود، وهو يخبط الغازي السعودي، يقلك شاشة التلفون تسبب لنظري حساسية. أنا أحس... شاهدتم. لعند مشهد المقاتل اليمني العظيم، نظره ضعف فجأة. وكمان يبرر لك أن عنده جفاف و.. الخ. ارجعلك يا أدوع قعي وكمل مسلسل أرطغرل، غلقه سنة وشوف إنك بتتخارج. مش كذا وبس. أتحداك تنتقد وإلا تهدر عن أردوغان أمام هذا المقعي. بيضاربك ويمجد أردوغان، وسيقلبه زعيم وبطل و.. الخ. باقي فقط يفعله هو وزوجته تمثال داخل الشقة حقه. وقريباً في الأسواق بتسمع أطفال يمنيين في المدارس حاملين اسم أرطغرل، وأم أرطغرل هذه تجي تدق باب شقتك تشتكي بأسار ابنك، وتقول لك: (أسار ابنك ضرب أرطغرل ابني بالمدرسة). سأكون وقتها سمعت أحلى شكوى بحياتي من أم أرطغرل.

أترك تعليقاً

التعليقات