فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي

تعني المسيرة القرآنية أن يسير المجتمع وفقاً لما أراده الله لعباده من استقامة في الحق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وأن يتجه الجميع أيضاً في موكب يسوده الحب والإخاء، وليس لأحد فضل على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح. فلا غرابة إن حصلت انتكاسات لبعض المرجفين الذين كان يتنزل القرآن بين ظهرانيهم إلى درجة أن أنزل الله فيهم قرآناً يفضح طيات نفوسهم بسلوكهم المناوئ لدين الله، فسورة (التوبة) شاهد على ذلك، ومن هنا تحرص المسيرة القرآنية التي بشرت بسلوك إيماني نقي، أن تظل هذه المسيرة نقية صافية يصدق قولها العمل، فلا غرو أن يندس بعض المرجفين بين صفوفها، ليزاولوا سلوكاً يتنافى مع هذه المسيرة التي تحث الخطى لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ظناً من بعض هؤلاء المرجفين أنهم قادرون على كبح خطى المسيرة الموفقة بإذن الله. ومن هنا تأتي التوجيهات المتوالية من قبل قائد الثورة حرسه الله وأعانه، بأن يستيقظ المجتمع ويتنبه لكيد الكائدين وحقد الحاقدين، ليظل المنتمون لهذه المسيرة المظفرة على درجة من الحزم اليقظ والرشد الرصين.
إن بعض السلوك الرديء -وهذا موجود في كل مجتمع وكل أمة- يحاول بعض الناس أن يضخموه، انتقاصاً لقدر هذه المسيرة الكريمة، ونيلاً من حداتها تارة والسائرين في ركابها تارة أخرى، فلا بد أن يكون المنتمون لهذه المسيرة، بالإضافة إلى اليقظة، مثالاً للسلوك القويم والعصمة الواضحة، كي لا يجد المرجفون الذين في قلوبهم مرض، حفراً وثغرات تثبط من عزم المسير، وتوهن من العزائم المباركة. 
نحن لا نقول إن كل فرد من أفراد المسيرة معصوم من الخطأ والزلل، خاصة إذا كان هذا الفرد أو ذاك في موقع جهادي أو قيادي، فإنما هو بشر يصدق في حقه الخطأ والصواب، ولكن المطلوب أن يكون كل فرد من أبناء هذه المسيرة القرآنية حريصاً على أن يكون بعيداً عن الشبهات، تنفيذاً لتوجيهات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الشبهات)، وإن الثوب الناصع البياض تظهر فيه النقطة السوداء واضحة صارخة.
قد يكون من الأهمية بمكان أن نفطن إلى قضية مهمة ذات اتجاهين: الأول اتجاه يصدر عنه -وهو قليل ونادر- سلوك رديء يتنافى مع منهج المسيرة القرآنية، ويسيء إليها، وهو اتجاه نحذر منه ونزدريه، ونقول إنه دخيل على هذه المسيرة، لأنه يتنافى تماماً مع الثورة التي سعد بها الشعب، وأطلقت بشارات على المستوى العملي قبل النظري، استبشر بها كل اليمنيين، وفرحوا بها باعتبارها بشارة بدأت بإزالة ظلامات جثمت على الشعب وسلبت خيراته وصادرت قوته، وهذا الاتجاه ينبغي أن نحرص عليه جميعاً ونغذيه، وندافع عنه.
والثاني اتجاه غشوم يحاول أن يدس السم في العسل، ويغرس المسامير الغليظة تحت عجلات ركب الثورة باطناً وظاهراً، ينبغي أن نكون واعين لاستهدافه الرخيص ونواياه وأفعاله، كي تواصل المسيرة الركب، ولعل هذا الاتجاه يضعف يوماً بعد آخر، ويتقزم أمام المسيرة الظافرة، والانتصارات التي تحققها مسيرتنا على كافة الأصعدة في الداخل والخارج، ولا خيار وقد كشر العدو عن أنيابه وأظافره، إلا أن ننفعل بمسيرتنا القرآنية بكل إخلاص وصدق. ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات