حقيقة الشرعية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا - 

يجب أن نحتفظ بفيديوهات وصور وزير خارجية شرعية الفنادق المدعو خالد اليماني، وهو بجوار نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني، في وارسو، الخميس 14 فبراير 2019م، لتبقى في ذاكرتنا وذاكرة أجيالنا تاريخاً لا تنساه، وليعرفوا أن الشرعية التي يتحجج بها العدوان ليست شرعية الدنبوع المستقيل وحكومته وجماعة كيزان اليمن ومشتقاتها، وإنما الشرعية تعني تسليم بلدنا أرضاً وعرضاً للصهيوأمريكي، وما جلوس اليماني بجانب رئيس حكومة كيان الاحتلال لفلسطين نتنياهو، إلا دليلاً على استرضائه والتطبيع معه، هذه هي الشرعية التي تأتي من تل أبيب ولندن وواشنطن، فمن رضي عنه هؤلاء، فهو الشرعية، ومن غضبوا منه فهو متمرد ومجوسي ورافضي وخارج عن الدين والملة والعروبة وخارج عن الجماعة، فالدين دين ربهم الصهيوأمريكي، والشرعية شرعيته، فمن رضي عنه فاز، ومن رفضه هلك، ولا نستغرب أن نسمع غداً فتاوى مشائخ الجماعة من الزنداني، إلى صعتر وغيرهما، بإجازة التطبيع مع الصهاينة، وهي حاصلة، ولكن لم تظهر للعلن بعد أن سمعنا تلك الفتاوى من مشائخ الوهابية فعلاً.
لذا يجب أن نحتفظ لأولادنا وأولادهم بتاريخ موثق بالصوت والصورة، كي لا يزيف وعيهم أحد، ولكي لا يأتي على أجيالنا القادمة يوماً أصحاب لحى من طراز جديد لدين ماسوني، يزيفون فيه الوعي والإدراك من جديد، ويقتلون شهداءنا من جديد، حيث إنهم الآن يسجلون التاريخ الذي يعتبرون فيه العدوان تحريراً، والاحتلال خلافة، والغازي ولي أمر يجب طاعته ويجرم الخروج عليه وإن كان رأسه جزمة وإن احتل أرضك وانتهك عرضك وشرفك... الخ. وهم يجهزون لذلك، ومنهم من يدرس ذلك فعلاً لأطفالنا في المناطق المحتلة.
إن ما ظهر اليوم ليس جديداً ولا مفاجئاً لشعبنا اليمني العظيم المواجه للعدوان، فقد كان يعلمه ويدركه جيداً منذ بداية العدوان، وقبل ذلك، ولكن يجب أن يدرك الجميع اليوم أن هذه الصورة وهذا التوثيق وهذا الانكشاف والتعري لما يسمى الشرعية، لم يأت من أنصار الله وأحرار وشرفاء هذا الشعب، وإنما من قبل العدوان نفسه وإعلامه. 
هذه وكثير من الحقائق الموثقة التي تكشفت قبلها وستتكشف بعدها، يجب علينا الاهتمام بها وأرشفتها بعناية من أجل الحقيقة لا غيرها، لنحمي أجيالنا القادمة، ونحمي عقولهم من استهدافها، ولنحصنهم ونبني جيل خير أمة أخرجت للناس على الأخلاق والقيم الإنسانية الحقيقية الصادقة، وليدركوا كما ندرك أننا على الحق ومع الحق متوكلون عليه منتصرون به، وأن أعداءنا على الباطل متكئون عليه ومهزومون به.

أترك تعليقاً

التعليقات