لوح منحرف
 

عمر القاضي

كان معانا بنك مركزي يصرف رواتب جميع الموظفين المتواجدين والمنقطعين والمغتربين في الشمال والجنوب، الأحياء منهم والأموات. الفاتحة.
الجميع كان يستلم راتبه بدون دردحة وبدون مناطقية ووجع راس. ولا شيء من هذه الممارسات التي تنتهجها الآن شرعجية التحالف القذر في الجنوب. 
كان معانا سلك كهربائي يصلنا من مأرب. يطفي ليلاً، ويولع نهاراً أحياناً. والشاهد الله والخرنج كلفوت.
جاء مرتزقة التحالف واحتلوا مأرب، وحاصرونا من الغاز والنفط. كما وقطعوا السلك الكهربائي ورموه بعيداً. قطعوه عناد. نعم وعشان يحاصروا المجوس. 4 سنوات ندور عن نص مجوسي بالغدرة ما لقينا. طيب يا منعاه تولعوا عشان نشوف أين هم المجوس. صحيح نحن بلا رواتب وبلا كهرباء ولا شيء، لكن الحمد لله. أما أنتم فبلا أخلاق وبلا قيم وبلا كرامة. والجميع يشاهدكم هكذا وأنتم بتلمعوا ارتزاق وحقد وسفالة و... الخ.
منذ 4 أعوام ونحن بين الطفر والظلام. نلاحق بعد الشحن وبعد الشمس. هكذا. اليوم الجو مغيم. والشمس ضعيفة. والبطارية فاضية. واللوح ما يشحن.
أما اللوح الشمسي حقي لحاله. لوح غريب ما ينزل خيرات زي ألواح خلق الله. لوح منحرف.
أحاول أحرفه شمال. شرق غرب. نحو الشمس. مافيش فائدة. أعود وقد انحرف عن مكانه.
لوح غريب ما يرضى يشحن البطارية، لا بالشتاء ولا بالصيف. حاولت أمسحه مرات كثيرة. لكن قدرته اليومية التي ينزلها للبطارية درجة ونصف فقط. 
والله لو تنزل الشمس لعنده تحضنه وتبوسه، ما يزيد يشحن البطارية درجة واحدة أخرى. قد سميته "عبد ربه مركوز فاضي" في السطح.
المهم كلما طلعت أمسحه تذكرت آريل الاستقبال حق التلفزيون الذي بالقرية. ذو الأنابيب المعدنية الصغيرة. كنت لما أطلع السطح أحاول أوجهه تجاه صنعاء عشان يلقط ويجيب قناة صنعاء، يلقط قناة جيبوتي أو السنغال. والعكس. آريل غريب لو تقعد تدوره وتحركه للصبح، والله ما يديلك غير تلك القنوات التي طلعت معه من أول لفة قمت فيها.  
أيضاً مستغرب من الآريل توكل. كانت هنا تلف بقضية أبناء الجعاشن وشباب الساحة، وبالأخير لقطت قناة بلقيس. طيب من الذي كان بيوجه ويحرك الآريل. شاهدتم على سرعة كيف لقطت قناة بلقيس. 
كانت هنا القاعدة وقذارة الوهابية وشبكات الدعارة وتجارة الأعضاء والسرقات و.. الخ. 
كانت هنا الفرقة الأولى مدرع تنوي وتخطط أن تحول صنعاء إلى تعز ورقة أخرى، وستر الباري. 
وعبد الباري الذي كان يحلم منذ سنوات بأن يخرج المعسكرات ويحاكم الفاسدين الذين عاثوا في الأرض فساداً، أمثال علي محسن وعلي صالح. ذهب يهنئ الأول لتعيينه نائباً للشرعجي هادي، ويعزي أبناء المرحوم الثاني في الإمارات.
كان هنا راتب واختفى. وكانت هنا ربع مليون رتبة عسكرية. وعندما هاجمنا العدوان، حامليها منهم من اختفى، ومنهم من التحق مع العدو ضد شعبه. يا أسفاه..!

أترك تعليقاً

التعليقات